لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٢٥٤
وقد زعموا حلما لقاك، فلم يزد، بحمد الذي أعطاك، حلما ولا عقلا وقال ابن سيده: ولقاه طائية، أنشد اللحياني:
لم تلق خيل قبلها ما قد لقت من غب هاجرة، وسير مسأد الليث: ولقيه لقية واحدة ولقاة واحدة، وهي أقبحها على جوازها، قال ابن السكيت: ولقيانة واحدة ولقية واحدة، قال ابن السكيت: ولا يقال لقاة فإنها مولدة ليست بفصيحة عربية، قال ابن بري: إنما يقال لقاة لأن الفعلة للمرة الواحدة إنما تكون ساكنة العين ولقاة محركة العين. وحكى ابن درستويه: لقى ولقاة مثل قذى وقذاة، مصدر قذيت تقذى.
واللقاء: نقيض الحجاب، ابن سيده: والاسم التلقاء، قال سيبويه: وليس على الفعل، إذ لو كان على الفعل لفتحت التاء، وقال كراع: هو مصدر نادر ولا نظير له إلا التبيان. قال الجوهري: والتلقاء أيضا مصدر مثل اللقاء، وقال الراعي:
أملت خيرك هل تأتي مواعده، فاليوم قصر عن تلقائه الأمل قال ابن بري: صوابه أملت خيرك، بكسر الكاف، لأنه يخاطب محبوبته، قال: وكذا في شعره وفيه عن تلقائك بكاف الخطاب، وقبله:
وما صرمتك حتى قلت معلنة:
لا ناقة لي في هذا، ولا جمل وفي الحديث: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه والموت دون لقاء الله، قال ابن الأثير: المراد بلقاء الله المصير إلى الدار الآخرة وطلب ما عند الله، وليس الغرض به الموت لأن كلا يكرهه، فمن ترك الدنيا وأبغضها أحب لقاء الله، ومن آثرها وركن إليها كره لقاء الله لأنه إنما يصل إليه بالموت. وقوله: والموت دون لقاء الله، يبين أن الموت غير اللقاء، ولكنه معترض دون الغرض المطلوب، فيجب أن يصبر عليه ويحتمل مشاقة حتى يصل إلى الفوز باللقاء.
ابن سيده: وتلقاه والتقاه والتقينا وتلاقينا. وقوله تعالى:
لينذر يوم التلاق، وإنما سمي يوم التلاقي لتلاقي أهل الأرض وأهل السماء فيه. والتقوا وتلاقوا بمعنى.
وجلس تلقاءه أي حذاءه، وقوله أنشده ثعلب:
ألا حبذا من حب عفراء ملتقى، نعم، وألا لا حيث يلتقيان فسره فقال: أراد ملتقى شفتيها لأن التقاء نعم ولا إنما يكون هنالك، وقيل: أراد حبذا هي متكلمة وساكتة، يريد بملتقى نعم شفتيها، وبألا لا تكلمها، والمعنيان متجاوران. واللقيان (* قوله اللقيان كذا في الأصل والمحكم بتخفيف الياء، والذي في القاموس وتكملة الصاغاني بشدها وهو الأشبه): الملتقيان. ورجل لقي وملقي وملقى ولقاء يكون ذلك في الخير والشر، وهو في الشر أكثر. الليث: رجل شقي لقي لا يزال يلقى شرا، وهو اتباع له. وتقول: لاقيت بين فلان وفلان. ولاقيت بين طرفي قضيب أي حنيته حتى تلاقيا والتقيا. وكل شئ استقبل شيئا أو صادفه فقد لقيه من الأشياء كلها.
واللقيان: كل شيئين يلقى أحدهما صاحبه فهما لقيان. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: أنها قالت إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل، قال ابن الأثير: أي حاذى أحدهما الآخر وسواء تلامسا أو لم يتلامسا، يقال: التقى الفارسان إذا
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»
الفهرست