أبو منصور (* قوله قال أبو منصور إلخ هكذا في الأصل، ولعله قال أبو منصور: الأمة فيما فسروا إلخ): فيما فسروا يقع على الكفار وعلى المؤمنين.
والأمة: الطريقة والدين. يقال: فلان لا أمة له أي لا دين له ولا نحلة له، قال الشاعر:
وهل يستوي ذو أمة وكفور؟
وقوله تعالى: كنتم خير أمة، قال الأخفش: يريد أهل أمة أي خير أهل دين، وأنشد للنابغة:
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة، وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع؟
والإمة: لغة في الأمة، وهي الطريقة والدين. والإمة:
النعمة، قال الأعشى:
ولقد جررت لك الغنى ذا فاقة، وأصاب غزوك إمة فأزالها والإمة: الهيئة، عن اللحياني. والإمة أيضا: الحال والشأن. وقال ابن الأعرابي: الإمة غضارة العيش والنعمة، وبه فسر قول عبد الله بن الزبير، رضي الله عنه:
فهل لكم فيكم، وأنتم بإمة عليكم عطاء الأمن، موطئكم سهل والإمة، بالكسر: العيش الرخي، يقال: هو في إمة من العيش وآمة أي في خصب. قال شمر: وآمة، بتخفيف الميم: عيب، وأنشد: مهلا، أبيت اللعن مه - لا إن فيما قلت آمه ويقال: ما أمي وأمه وما شكلي وشكله أي ما أمري وأمره لبعده مني فلم يتعرض لي؟ ومنه قول الشاعر:
فما إمي وإم الوحش لما تفرع في ذؤابتي المشيب يقول: ما أنا وطلب الوحش بعدما كبرت، وذكر الإم حشو في البيت، قال ابن بري: ورواه بعضهم وما أمي وأم الوحش، بفتح الهمزة، والأم: القصد. وقال ابن بزرج: قالوا ما أمك وأم ذات عرق أي أيهات منك ذات عرق. والأم: العلم الذي يتبعه الجيش.
ابن سيده: والإمة والأمة السنة.
وتأمم به وأتم: جعله أمة. وأم القوم وأم بهم:
تقدمهم، وهي الإمامة. والإمام: كل من ائتم به قوم كانوا على الصراط المستقيم أو كانوا ضالين. ابن الأعرابي في قوله عز وجل: يوم ندعو كل أناس بإمامهم، قالت طائفة: بكتابهم، وقال آخرون: بنبيهم وشرعهم، وقيل: بكتابه الذي أحصى فيه عمله. وسيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إمام أمته، وعليهم جميعا الائتمام بسنته التي مضى عليها. ورئيس القوم: أمهم.
ابن سيده: والإمام ما ائتم به من رئيس وغيره، والجمع أئمة.
وفي التنزيل العزيز: فقاتلوا أئمة الكفر، أي قاتلوا رؤساء الكفر وقادتهم الذين ضعفاؤهم تبع لهم. الأزهري: أكثر القراء قرؤوا أيمة الكفر، بهمزة واحدة، وقرأ بعضهم أئمة، بهمزيتن، قال: وكل ذلك جائز. قال ابن سيده: وكذلك قوله تعالى: وجعلناهم أيمة يدعون إلى النار، أي من تبعهم فهو في النار يوم القيامة، قلبت الهمزة ياء لثقلها لأنها حرف سفل في الحلق وبعد