عن الحروف وحصل طرفا فكان النطق به تكلفا، فإذا كرهت الهمزة الواحدة، فهم باستكراه الثنتين ورفضهما لا سيما إذا كانتا مصطحبتين غير مفرقتين فاء وعينا أو عينا ولاما أحرى، فلهذا لم يأت في الكلام لفظة توالت فيها همزتان أصلا البتة، فأما ما حكاه أبو زيد من قولهم دريئة ودرائئ وخطيئة وخطائي فشاذ لا يقاس عليه، وليست الهمزتان أصلين بل الأولى منهما زائدة، وكذلك قراءة أهل الكوفة أئمة، بهمزتين، شاذ لا يقاس عليه، الجوهري: الإمام الذي يقتدى به وجمعه أيمة، وأصله أأممة، على أفعلة، مثل إناء وآنية وإله وآلهة، فأدغمت الميم فنقلت حركتها إلى ما قبلها، فلما حركوها بالكسر جعلوها ياء، وقرئ أيمة الكفر، قال الأخفش: جعلت الهمزة ياء، وقرئ أيمة الكفر، قال الأخفش: جعلت الهمزة ياء لأنها في موضع كسر وما قبلها مفتوح فلم يهمزوا لاجتماع الهمزتين، قال: ومن كان رأيه جمع الهمزتين همز، قال: وتصغيرها أويمة، لما تحركت الهمزة بالفتحة قلبها واوا، وقال المازني أييمة ولم يقلب، وإمام كل شئ: قيمه والمصلح له، والقرآن إمام المسلمين، وسيدنا محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إمام الأئمة، والخليفة إمام الرعية، وإمام الجند قائدهم. وهذا أيم من هذا وأوم من هذا أي أحسن إمامة منه، قلبوها إلى الياء مرة وإلى الواو أخرى كراهية التقاء الهمزتين. وقال أبو إسحق: إذا فضلنا رجلا في الإمامة قلنا: هذا أوم من هذا، وبعضهم يقول: هذا أيم من هذا، قال: والأصل في أئمة أأممة لأنه جمع إمام مثل مثال وأمثلة ولكن الميمين لما اجتمعتا أدغمت الأولى في الثانية وألقيت حركتها على الهمزة، فقيل أئمة، فأبدلت العرب من الهمزة المكسورة الياء، قال: ومن قال هذا أيم من هذا، جعل هذه الهمزة كلما تحركت أبدل منها ياء، والذي قال فلان أوم من هذا كان عنده أصلها أأم، فلم يمكنه أن يبدل منها ألفا لاجتماع الساكنين فجعلها واوا مفتوحة، كما قال في جمع آدم أوادم، قال:
وهذا هو القياس، قال: والذي جعلها ياء قال قد صارت الياء في أيمة بدلا لازما، وهذا مذهب الأخفش، والأول مذهب المازني، قال: وأظنه أقيس المذهبين، فأما أئمة باجتماع الهمزتين فإنما يحكى عن أبي إسحق، فإنه كان يجيز اجتماعهما، قال: ولا أقول إنها غير جائزة، قال:
والذي بدأنا به هو الاختيار. ويقال: إمامنا هذا حسن الإمة أي حسن القيام بإمامته إذا صلى بنا.
وأممت القوم في الصلاة إمامة. وأتم به أي اقتدى به.
والإمام: المثال، قال النابغة:
أبوه قبله، وأبو أبيه، بنوا مجد الحياة على إمام وإمام الغلام في المكتب: ما يتعلم كل يوم. وإمام المثال: ما امتثل عليه. والإمام: الخيط الذي يمد على البناء فيبني عليه ويسوى عليه ساف البناء، وهو من ذلك، قال:
وخلقته، حتى إذا تم واستوى كمخة ساق أو كمتن إمام أي كهذا الخيط الممدود على البناء في الاملاس والاستواء، يصف سهما، يدل على ذلك قوله:
قرنت بحقويه ثلاثا فلم يزغ، عن القصد، حتى بصرت بدمام وفي الصحاح: الإمام خشبة البناء يسوي عليها البناء.