وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، أنها قال: كان رسول الله.، صلى الله عليه وسلم، يقوم الليلة التمام فيقرأ سورة البقرة وآل عمران وسورة النساء ولا يمر بآية إلا دعا الله فيها، قال ابن شميل: ليل التمام أطول ما يكون من الليل، ويكون لكل نجم هوي من الليل يطلع فيه حتى تطلع كلها فيه، فهذا ليل التمام. ويقال: سافرنا شهرنا ليل التمام لا نعرسه، وهذه ليالي التمام، أي شهرا في ذلك الزمان. الأصمعي:
ليل التمام في الشتاء أطول ما يكون من الليل، قال: ويطول ليل التمام حتى تطلع فيه النجوم كلها، وهي ليلة ميلاد عيسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، والنصارى تعظمها وتقوم فيها. حكي عن أبي عمرو الشيباني أنه قال: ليل تمام إذا كان الليل ثلاث عشرة ساعة إلى خمس عشرة ساعة. ويقال لليلة أربع عشرة وهي الليلة التي يتم فيها القمر ليلة التمام، بفتح التاء. وقال أبو عمرو: ليل التمام ستة أشهر: ثلاثة أشهر حين يزيد على ثنتي عشرة ساعة، وثلاثة أشهر حين يرجع، قال:
وسمعت ابن الأعرابي يقول: كل ليلة طالت عليك فلم تنم فيها فهي ليلة التمام أو هي كليلة التمام. ويقال: ليل تمام وليل تمام، على الإضافة، وليل التمام وليل تمامي أيضا، وقال الفرزدق:
تماميا، كأن شآميات رجحن بجانبيه من الغؤور وقال ابن شميل: ليلة السواء ليلة ثلاث عشرة وفيها يستوي القمر، وهي ليلة التمام. وليلة تمام القمر، هذا بفتح التاء، والأول بالكسر.
ويقال: رئي الهلال لتم الشهر، وولدت المرأة لتم وتمام وتمام إذا ألقته وقد تم خلفه. وحكى ابن بري عن الأصمعي: ولدته للتمام، بالألف واللام، قال: ولا يجئ نكرة إلا في الشعر. وأتمت المرأة، وهي متم: دنا ولادها. وأتمت الحبلى، فهي متم إذا تمت أيام حملها. وفي حديث أسماء: خرجت وأنا متم، يقال: امرأة متم للحامل إذا شارفت الوضع، وولد المولود لتمام وتمام. وأتمت الناقة، وهي متم: دنا نتاجها. وأتم النبت: اكتهل. وأتم القمر: امتلأ فبهر، وهو بدر تمام وتمام وبدر تمام. قال ابن دريد: ولد الغلام لتم وتمام وبدر تمام وكل شئ بعد هذا فهو تمام، بالفتح. غيره: وقمر تمام وتمام إذا تم ليلة البدر. وفي التنزيل العزيز: ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن، قال الزجاج: يجوز أن يكون تماما على المحسن، أراد تماما من الله على المحسنين، ويجوز تماما على الذي أحسنه موسى من طاعة الله واتباع أمره، ويجوز تماما على الذي هو أحسن الأشياء، وتماما منصوب مفعول له، وكذلك وتفصيلا لكل شئ، المعنى: آتيناه لهذه العلة أي للتمام والتفصيل، قال: والقراءة على الذي أحسن، بفتح النون، قال: ويجوز أحسن على إضمار الذي هو أحسن، وأجاز القراء أن يكون أحسن في موضع خفض، وأن يكون من صفة الذي، وهو خطأ عند البصريين لأنهم لا يعرفون الذي إلا موصولة ولا توصف إلا بعد تمام صلتها.
والمستتم في شعر أبي دواد: هو الذي يطلب الصوف والوبر ليتم به نسج كسائه، والموهوب تمة، قال ابن بري: صوابه عن أبي زيد، والجمع تمم، بالكسر، وهو الجزة من الصوف أو الشعر أو الوبر، وبيت أبي دواد هو قوله: