لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٥٩٨
غلبته بالنوم، لأنك تقول ناومه فنامه ينومه. ونام الخلخال إذا انقطع صوته من امتلاء الساق، تشبيها بالنائم من الإنسان وغيره، كما يقال استيقظ إذا صوت، قال طريح:
نامت خلاخلها وجال وشاحها، وجرى الإزار على كثيب أهيل فاستيقظت منها قلائدها التي عقدت على جيد الغزال الأكحل وقولهم: نام همه، معناه لم يكن له هم، حكاه ثعلب. ورجل نوم ونومة ونويم: مغفل، ونومة: خامل، وكله من النوم، كأنه نائم لغفلته وخموله. الجوهري: رجل نومة، بالضم ساكنة الواو، أي لا يؤبه له.
ورجل نومة، بفتح الواو: نؤوم، وهو الكثير النوم، إنه لحسن النيمة، بالكسر. وفي حديث بلال والأذان: ألا إن العبد نام، قال ابن الأثير: أراد بالنوم الغفلة عن وقت الأذان، قال:
يقال نام فلان عن حاجتي إذا غفل عنها ولم يقم بها، وقيل: معناه أنه قد عاد لنومه إذا كان عليه بعد وقت من الليل، فأراد أن يعلم الناس بذلك لئلا ينزعجوا من نومهم بسماع أذانه. وكل شئ سكن فقد نام. وما نامت السماء الليلة مطرا، وهو مثل بذلك، وكذلك البرق، قال ساعدة بن جؤية:
حتى شآها كليل موهنا عمل بات اضطرابا، وبات الليل لم ينم ومستنام الماء: حيث ينقع ثم ينشف، هكذا قال أبو حنيفة ينقع، والمعروف يستنقع، كأن الماء ينام هنالك. ونام الماء إذا دامع وقام، ومنامه حيث يقوم. والمنامة: ثوب ينام فيه، وهو القطيفة، قال الكميت:
عليه المنامة ذات الفضول، من القهز، والقرطف المخمل وقال آخر:
لكل منامة هدب أصير أي متقارب. وليل نائم أي ينام فيه، كقولهم يوم عاصف وهم ناصب، وهو فاعل بمعنى مفعول فيه. والمنامة: القطيفة، وهي النيم، وقول تأبط شرا:
نياف القرط غراء الثنايا، تعرض للشباب ونعم نيم قيل: عنى بالنيم القطيفة، وقيل: عنى به الضجيع، قال ابن سيده:
وحكى المفسر أن العرب تقول هو نيم المرأة وهي نيمه. والمنامة: الدكان. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: دخل علي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأنا على المنامة، قال يحتمل أن يكون الدكان وأن يكون القطيفة، حكاه الهروي في الغريبين. وقال ابن الأثير: المنامة ههنا الدكان التي ينام عليها، وفي غير هذا هي القطيفة، والميم الأولى زائدة. ونام الثوب والفرو ينام نوما: أخلق وانقطع. ونامت السوق وحمقت: كسدت.
ونامت الريح: سكنت، كما قالوا: ماتت. ونام البحر: هدأ، حكاه الفارسي. ونامت النار: همدت، كله من النوم الذي هو ضد اليقظة. ونامت الشاة وغيرها من الحيوان إذا ماتت. وفي حديث علي أنه حث على قتال الخوارج فقال: إذا رأيتموهم فأنيموهم أي اقتلوهم.
وفي حديث غزوة الفتح: فما أشرف لهم يومئذ أحد إلا أناموه أي قتلوه. يقال: نامت الشاة وغيرها إذا ماتت. والنائمة: الميتة.
والنامية: الجثة. واستنام إلى
(٥٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 593 594 595 596 597 598 599 600 601 602 603 ... » »»
الفهرست