فيسكنونها ويتطاولون في البنيان، وجاء في رواية: رعاة الإبل البهم، بضم الباء والهاء، على نعت الرعاة وهم السود، قال الخطابي: البهم، بالضم، جمع البهيم وهو المجهول الذي لا يعرف. وفي حديث الصلاة: أن بهمة مرت بين يديه وهو يصلي، والحديث الآخر: أنه قال للراعي ما ولدت؟ قال: بهمة، قال: اذبح مكانها شاة، قا ابن الأثير: فهذا يدل على أن البهمة اسم للأنثى لأنه إنما سأله ليعلم أذكرا ولد أم أنثى، وإلا فقد كان يعلم أنه إنما ولد أحدهما.
والمبهم والأبهم: المصمت، قال:
فهزمت ظهر السلام الأبهم أي الذي لا صدع فيه، وأما قوله:
لكافر تاه ضلالا أبهمه فقيل في تفسيره: أبهمه قلبه، قال: وأراه أراد أن قلب الكافر مصمت لا يتخلله وعظ ولا إنذار. والبهمة، بالضم الشجاع، وقيل: هو الفارس الذي لا يدرى من أين يؤتى له من شدة بأسه، والجمع بهم، وفي التهذيب: لا يدري مقاتله من أين يدخل عليه، وقيل: هم جماعة الفرسان، ويقال للجيش بهمة، ومنه قولهم فلان فارس بهمة وليث غابة، قال متمم بن نويرة:
وللشرب فابكي مالكا، ولبهة شديد نواحيها على من تشجعا وهم الكماة، قيل لهم بهمة لأنه لا يهتدى لقتالهم، وقال غيره:
البهمة السواد أيضا، وفي نوادر الأعراب: رجل بهمة إذا كان لا يثنى عن شئ أراده، قال ابن جني: البهمة في الأصل مصدر وصف به، يدل على ذلك قولهم: هو فارس بهمة كما قال تعالى: وأشهدوا ذوي عدل منكم، فجاء على الأصل ثم وصف به فقيل رجل عدل، ولا فعل له، ولا يوصف النساء بالبهمة.
والبهيم: ما كان لونا واحدا لا يخالطه غيره سوادا كان أو بياضا، ويقال لليالي الثلاث التي لا يطلع فيها القمر بهم، وهي جمع بهمة. والمبهم من المحرمات: ما لا يحل بوجه ولا سبب كتحريم الأم والأخت وما أشبهه. وسئل ابن عباس عن قوله عز وجل: وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم، ولم يبين أدخل بها الابن أم لا، فقال ابن عباس: أبهموا ما أبهم الله، قال الأزهري: رأيت كثيرا من أهل العلم يذهبون بهذا إلى إبهام الأمر واستبهامه، وهو إشكاله وهو غلط. قال: وكثير من ذوي المعرفة لا يميزون بين المبهم وغير المبهم تمييزا مقنعا، قال: وأنا أبينه بعون الله عز وجل، فقوله عز وجل: حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت، هذا كله يسمى التحريم المبهم لأنه لا يحل بوجه من الوجوه ولا سبب من الأسباب، كالبهيم من ألوان الخيل الذي لا شية فيه تخالف معظم لونه، قال: ولما سئل ابن عباس عن قوله وأمهات نسائكم ولم يبين الله الدخول بهن أجاب فقال: هذا من مبهم التحريم الذي لا وجه فيه غير التحريم، سواء دخلتم بالنساء أو لم تدخلوا بهن، فأمهات نسائكم حرمن عليكم من جميع الجهات، وأما قوله: وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن، فالربائب ههنا لسن من المبهمات لأن وجهين مبينين أحللن في أحدهما