لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٥٢٧
وتكموا أي أغمي عليهم وغطوا. وأكمت وكممت أي أخرجت كمامها. قال ابن بري: ويقال كمم الفصيل أيضا، قال ابن مقبل: أمن ظعن هبت بليل فأصبحت بصوعة تحدى، كالفصيل المكمم والمكم: الشوف الذي تسوى به الأرض من بعد الحرث. والكم:
القشرة أسفل السفاة يكون فيها الحبة. والكمة: القلفة.
والكمة: القلنسوة، وفي الصحاح: الكمة القلنسوة المدورة لأنها تغطي الرأس. ويروى عن عمر، رضي الله عنه: أنه رأى جارية متكمكمة فسأل عنها فقالوا: أمة آل فلان، فضربها بالدرة وقال: يا لكعاء أتشبهين بالحرائر؟ أرادوا متكممة فضاعفوا، وأصله من الكمة وهي القلنسوة فشبه قناعها بها. قال ابن الأثير: كمكمت الشئ إذا أخفيته. وتكمكم في ثوبه تلفف فيه، وقيل: أراد متكممة من الكمة القلنسوة. وفي الحديث: كانت كمام أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بطحا، وفي رواية: أكمة، قال: هما جمع كثرة وقلة للكمة القلنسوة، يعني أنها كانت منبطحة غير منتصبة. وإنه لحسن الكمة أي التكمم، كما تقول: إنه لحسن الجلسة، وكم الشئ يكمه كما: طينه وسده، قال الأخطل يصف خمرا:
كمت ثلاثة أحوال بطينتها، حتى اشتراها عبادي بدينار وهذا البيت أورده الجوهري وأورد عجزه:
حتى إذا صرحت من بعد تهدار وكذلك كممه، قال طفيل:
أشاقتك أظعان بحفر أبنبم أجل بكرا مثل الفسيل المكمم وتكممه وتكماه: ككمه، الأخيرة على تحويل التضعيف، قال الراجز:
بل لو رأيت الناس إذ تكموا بغمة، لو لم تفرج غموا (* قوله بل لو رأيت الناس إلخ عبارة المحكم بعد البيت: تكموا من الثلاثي المعتل وزنه تفعلوا من تكميته إذا قصدته وعمدته وليس من هذا الباب، وقيل أراد تكمموا إلخ).
قيل: أراد تكمموا من كممت الشئ إذا سترته، فأبدل الميم الأخيرة ياء، فصار في التقدير تكميوا. ابن شميل عن اليمامي: كممت الأرض كما، وذلك إذا أثاروها ثم عفوا آثار السن في الأرض بالخشبة العريضة التي تزلقها، فيقال: أرض مكمومة. الأصمعي:
كممت رأس الدن أي سددته. والمغمة والمكمة: شئ يوضع على أنف الحمار كالكيس، وكذلك الغمامة والكمامة. والكمام: ما سد به. والكمام، بالكسر، والكمامة: شئ يسد به فم البعير والفرس لئلا يعض. وكمه: جعل على فيه الكمام، تقول منه: بعير مكموم أي محجوم. وفي حديث النعمان بن مقرن أنه قال يوم نهاوند: ألا إني هاز لكم الراية فإذا هززتها فليثب الرجال إلى أكمة خيولها ويقرطوها أعنتها، أراد بأكمة الخيول مخاليها المعلقة على رؤوسها وفيها علفها يأمرهم بأن ينزعوها من رؤوسها ويلجموها بلجمها، وذلك تقريطها، واحدها كمام، وهو من كمام البعير الذي يكم به فمه لئلا يعض. وكممت الشئ: غطيته. يقال:
كممت الحب إذا سددت رأسه. وكمم النخلة: غطاها لترطب، قال: تعلل بالنهيدة حين تمسي، وبالمعو المكمم والقميم القميم: السويق. والمكموم من العذوق: ما غطي
(٥٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 522 523 524 525 526 527 528 529 530 531 532 ... » »»
الفهرست