لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٥٢٠
من جرعة يتجرعها الإنسان أعظم أجرا من جرعة غيظ في الله عز وجل. ويقال: كظمت الغيظ أكظمه كظما إذا أمسكت على ما في نفسك منه. وفي الحديث: من كظم غيظا فله كذا وكذا، كظم الغيظ: تجرعه واحتمال سببه والصبر عليه.
وفي الحديث: إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع أي ليحبسه مهما أمكنه. ومنه حديث عبد المطلب: له فخر يكظم عليه أي لا يبديه ويظهره، وهو حسبه. ويقال: كظم البعير على جرته إذا رددها في حلقه.
وكظم البعير يكظم كظوما إذا أمسك عن الجرة، فهو كاظم. وكظم البعير إذا لم يجتر، قال الراعي:
فأفضن بعد كظومهن بجرة من ذي الأبارق، إذ رعين حقيلا ابن الأنباري في قوله:
فأفضن بعد كظومهن بجرة أي دفعت الإبل بجرتها بعد كظومها، قال: والكاظم منها العطشان اليابس الجوف، قال: والأصل في الكظم الإمساك على غيظ وغم، والجرة ما تخرجه من كروشها فتجتر، وقوله: من ذي الأبارق معناه أن هذه الجرة أصلها ما رعت بهذا الموضع، وحقيل: اسم موضع. ابن سيده: كظم البعير جرته ازدردها وكف عن الاجترار. وناقة كظوم ونوق كظوم: لا تجتر، كظمت تكظم كظوما، وإبل كظوم. تقول: أرى الإبل كظوما لا تجتر، قال ابن بري: شاهد الكظوم جمع كاظم قول الملقطي:
فهن كظوم ما يفضن بجرة، لهن بمستن اللغام صريف والكظم: مخرج النفس. يقال: كظمني فلان وأخذ بكظمي. أبو زيد:
يقال أخذت بكظام الأمر أي بالثقة، وأخذ بكظمه أي بحلقه، عن ابن الأعرابي. ويقال: أخذت بكظمه أي بمخرج نفسه، والجمع كظام. وفي الحديث: لعل الله يصلح أمر هذه الأمة ولا يؤخذ بأكظامها، هي جمع كظم، بالتحريك، وهو مخرج النفس من الحلق، ومنه حديث النخعي: له التوبة ما لم يؤخذ بكظمه أي عند خروج نفسه وانقطاع نفسه. وأخذ الأمر بكظمه إذا غمه، وقول أبي خراش:
وكل امرئ يوما إلى الله صائر قضاء، إذا ما كان يؤخذ بالكظم أراد الكظم فاضطر، وقد دفع ذلك سيبويه فقال: ألا ترى أن الذين يقولون في فخذ فخذ وفي كبد كبد لا يقولون في جمل جمل؟ ورجل مكظوم وكظيم: مكروب قد أخذ الغم بكظمه. وفي التنزيل العزيز: ظل وجهه مسودا وهو كظيم. والكظوم: السكوت. وقوم كظم أي ساكنون، قال العجاج:
ورب أسراب حجيج كظم عن اللغا، ورفث التكلم وقد كظم وكظم على غيظه يكظم كظما، فهو كاظم وكظيم: سكت.
وفلان لا يكظم على جرته أي لا يسكت على ما في جوفه حتى يتكلم به، وقول زياد بن علبة الهذلي:
كظيم الحجل واضحة المحيا، عديلة حسن خلق في تمام عنى أن خلخالها لا يسمع له صوت لامتلائه. والكظيم: غلق الباب.
وكظم الباب يكظمه كظما: قام عليه فأغلقه بنفسه أو بغير نفسه. وفي التهذيب: كظمت الباب أكظمه إذا قمت عليه
(٥٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 515 516 517 518 519 520 521 522 523 524 525 ... » »»
الفهرست