لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٤٧٠
بمعنى القدماء وسيأتي والمقدام ضرب من النخل قال أبو حنيفة: هو أبكر نخل عمان، سميت بذلك لتقدمها النخل بالبلوغ، والقدم الجرل أنثى والجمع اقدام لم يجاوزوا به هذا البناء ابن السكيت القدم والرجل أنثيان، وتصغيرهما قديمة ورجيلة ويجمعان أرجلا واقداما.
الليث: القدام من لدن الرسغ ما يطأ عليه الانسان، قال ابن بري: وقد يجمع قدم على قدام، قال جرير:
وأماتكم فتح القدام وخيضف وخيضف: فيعل من الخصف وهو الصراط. وقوله تعالى ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والانس نجعلهما تحت اقدامنا. جاء في التفسير: انه يعني ابن آدم قابيل الذي قتل أخاه وإبليس ومعنى نجعلهما تحت اقدامنا اي يكونان في الدرك الأسفل من النار.
وقوله صلى الله عليه وسلم: كل دم ومال ومأثرة كانت في الجاهلية فهي تحت قدمي هاتين أراد اني قد أهدرت ذلك كله، قال ابن الأثير: أراد إخفاءها واعدامها وإذلال امر الجاهلية ونقص سنتها، ومنه الحديث: ثلاثة في المنسى تحت قدم الرحمن اي انهم منسيون متروكون غير مذكورين بخير.
وفي أسمائه صلى الله عليه وسلم: انا الحاشر الذي يحشر النسا على قدمي اي على اثرى وفي حديث مواقيت الصلاة: كان قدر صلاته الظهر في الصيف ثلاثة اقدام إلى خمسة اقدام قال ابن الأثير: اقدام الظل التي تعرف بها أوقات الصلاة هي قدم كل انسان على قدر قامته وهذا امر يختلف باختلاف الأقاليم والبلاد لان سبب طول الظل وقصره هو انحطاط الشمس وارتفاعها إلى سمت الرؤوس فكلما كانت أعلى وإلى محاذاة الرؤوس في مجراها أقرب كان الظل اقصر، وينعكس الامر بالعكس ولذلك ترى ظل الشتاء في البلاد الشمالية ابدا أطول من ظل الصيف في كل موضع منها وكانت صلاته صلى الله عليه وسلم بمكة والمدينة وهما من الإقليم الثاني، ويذكر ان الظل فيهما عند الاعتدال في آذار وأيلول ثلاثة اقدام وبعض قدم، فيشبه ان تكون صلاته إذا اشتد الحر متأخرة عن الوقت المعهود قبله إلى ان يصير الظل خمسة اقدام أو خمسة وشيئا ويكون في الشتاء أول الوقت خمسة اقدام وآخره سبعة أو سبعة وشيئا، فينزل هذا الحديث على هذا التقدير في ذلك الإقليم دون سائر الأقاليم.
قال ابن سيده: واما ما جاء في حديث سفة النار من انه صلى الله عليه وسلم قال: لا تسكن جهنم حتى يضع الله فيها قدمه فإنه روي عن الحسن وأصحابه انه قال: حتى يجعل الله فيها الذين قدمهم لها من شرار خلقه فهم قدم الله للنار كما ان المسلمين قدمه إلى الجنة. والقدم: كل ما قدمت من خير أو شر وتقدمت لفلان فيه قدم اي تقدم من خير أو شر وقيل وضع القدم على الشئ مثل للردع والقمع فكأنه قال يأتيها امر الله فيكفها عن طلب المزيد، وقيل: أراد به تسكين فورتها كما يقال للامر تريد ابطاله وضعته تحت قدمي وقيل:
حتى يضع الله فيها قدمه انه متروك على ظاهره ويؤمن به ولا يفسر ولا يكيف ابن بري:
يقال هو يضع قدما على قدم إذا تتبع السهل من الأرض قال الراجز:
قد كان عهدي قيس وهم لا يضعون قدما على قدم ولا يحلون بال في الحرم يقول: عهدي بهم أعزاء لايتوقون ولا يطلبون السهلا وقيل: لا يكونون تباعا لقوم، قال:
(٤٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 ... » »»
الفهرست