لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٣٩٦
لا تكن كمن يهجو نفسه إذا لم يجد من يهجوه. والعرم والعرمة: لون مختلط بسواد وبياض في أي شئ كان، وقيل: تنقيط بهما من غير أن يتسع، كل نقطة عرمة، عن السيرافي، الذكر أعرم والأنثى عرماء، وقد غلبت العرماء على الحية الرقشاء، قال معقل الهذلي:
أبا معقل، لا توطئنك بغاضتي رؤوس الأفاعي في مراصدها العرم الأصمعي: الحية العرماء التي فيها نقط سود وبيض، ويروى عن معاذ بن جبل: أنه ضحى بكبش أعرم، وهو الأبيض الذي فيه نقط سود. قال ثعلب: العرم من كل شئ ذو لونين، قال: والنمر ذو عرم. وبيض القطا عرم، وقول أبي وجزة السعدي:
ما زلن ينسبن وهنا كل صادقة باتت تباشر عرما، غير أزواج عنى بيض القطا لأنها كذلك. والعرم والعرمة: بياض بمرمة الشاة الضائنة والمعزى، والصفة كالصفة، وكذلك إذا كان في أذنها نقط سود، والاسم العرم. وقطيع أعرم بين العرم إذا كان ضأنا ومعزى، وقال يصف امرأة راعية:
حياكة وسط القطيع الأعرم والأعرم: الأبرش، والأنثى عرماء. ودهر أعرم:
متلون. ويقال للأبرص: الأعرم والأبقع.
والعرمة: الأنبار من الحنطة والشعير. والعرم والعرمة:
الكدس المدوس الذي لم يذر يجعل كهيئة الأزج ثم يذرى، وحصره ابن بري فقال الكدس من الحنطة في الجرين والبيدر.
قال ابن بري: ذهب بعضهم إلى أنه لا يقال عرمة، والصحيح عرمة، بدليل جمعهم له على عرم، فأما حلقة وحلق فشاذ ولا يقاس عليه، قال الراجز:
تدق معزاء الطريق الفازر، دق الدياس عرم الأنادر والعرمة والعرمة: المسناة، الأولى عن كراع، وفي الصحاح:
العرم المسناة لا واحد لها من لفظها، ويقال: واحدها عرمة، أنشد ابن بري للجعدي:
من سبإ الحاضرين مأرب، إذ شرد من دون سيله العرما قال: وهي العرم، بفتح الراء وكسرها، وكذلك واحدها وهو العرمة، قال: والعرمة من أرض الرباب. والعرمة: سد يعترض به الوادي، والجمع عرم، وقيل: العرم جمع لا واحد له. وقال أبو حنيفة: العرم الأحباس تبنى في أوساط الأودية. والعرم أيضا: الجرذ الذكر. قال الأزهري: ومن أسماء الفأر البر والثعبة والعرم. والعرم: السيل الذي لا يطاق، ومنه قوله تعالى: فأرسلنا عليهم سيل العرم، قيل: أضافه إلى المسناة أو السد، وقيل: إلى الفأر الذي بثق السكر عليهم. قال الأزهري: وهو الذي يقال له الخلد، وله حديث، وقيل:
العرم اسم واد، وقيل: العرم المطر الشديد، وكان قوم سبأ في نعمة ونعمة وجنان كثيرة، وكانت المرأة منهم تخرج وعلى رأسها الزبيل فتعتمل بيديها وتسير بين ظهراني الشجر المثمر فيسقط في زبيلها ما تحتاج
(٣٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 ... » »»
الفهرست