لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٣٦
يا دهن أم ما كان مشيي رقصا، بل قد تكون مشيتي توقصا أراد يا دهناء فرخم، وأم زائدة، أراد ما كان مشيي رقصا أي كنت أتوقص وأنا في شبيبتي واليوم قد أسننت حتى صار مشيي رقصا، والتوقص: مقاربة الخطو، قال ومثله:
يا ليت شعري ولا منجى من الهرم، أم هل على العيش بعد الشيب من ندم؟
قال: وهذا مذهب أبي زيد وغيره، يذهب إلى أن قوله أم كان مشيي رقصا معطوف على محذوف تقدم، المعنى كأنه قال: يا دهن أكان مشيي رقصا أم ما كان كذلك، وقال غيره: تكون أم بلغة بعض أهل اليمن بمعنى الألف واللام، وفي الحديث: ليس من امبر امصيام في امسفر أي ليس من البر الصيام في السفر، قال أبو منصور: والألف فيها ألف وصل تكتب ولا تظهر إذا وصلت، ولا تقطع كما تقطع ألف أم التي قدمنا ذكرها، وأنشد أبو عبيد:
ذاك خليلي وذو يعاتبني، يرمي ورائي بامسيف وامسلمه ألا تراه كيف وصل الميم بالواو؟ فافهمه. قال أبو منصور: الوجه أن لا تثبت الألف في الكتابة لأنها ميم جعلت بدل الألف واللام للتعريف. قال محمد ابن المكرم: قال في أول كلامه: أم بلغة اليمن بمعنى الألف واللام، وأورد الحديث ثم قال: والألف ألف وصل تكتب ولا تظهر ولا تقطع كما تقطع ألف أم، ثم يقول: الوجه أن لا تثبت الألف في الكتابة لأنها ميم جعلت بدل الألف واللام للتعريف، والظاهر من هذا الكلام أن الميم عوض لام التعريف لا غير، والألف على حالها، فكيف تكون الميم عوضا من الألف واللام؟ ولا حجة بالبيت الذي أنشده فإن ألف التعريف واللام في قوله والسلمة لا تظهر في ذلك، ولا في قوله وامسلمة، ولولا تشديد السين لما قدر على الإتيان بالميم في الوزن، لأن آلة التعريف لا يظهر منها شئ في قوله والسلمة، فلما قال وامسلمة احتاج أن تظهر الميم بخلاف اللام والألف على حالتها في عدم الظهور في اللفظ خاصة، وبإظهاره الميم زالت إحدى السينين وخفت الثانية وارتفع التشديد، فإن كانت الميم عوضا عن الألف واللام فلا تثبت الألف ولا اللام، وإن كانت عوض اللام خاصة فثبوت الألف واجب. الجوهري: وأما أم مخففة فهي حرف عطف في الاستفهام ولها موضعان: أحدهما أن تقع معادلة لألف الاستفهام بمعنى أي تقول أزيد في الدار أم عمرو والمعنى أيهما فيها، والثاني أن تكون منقطعة مما قبلها خبرا كان أو استفهاما، تقول في الخبر: إنها لإبل أم شاء يا فتى، وذلك إذا نظرت إلى شخص فتوهمته إبلا فقلت ما سبق إليك، ثم أدركك الظن أنه شاء فانصرفت عن الأول فقلت أم شاء بمعنى بل لأنه إضراب عما كان قبله، إلا أن ما يقع بعد بل يقين وما بعد أم مظنون، قال ابن بري عند قوله فقلت أم شاء بمعنى بل لأنه إضراب عما كان قبله: صوابه أن يقول بمعنى بل أهي شاء، فيأتي بألف الاستفهام التي وقع بها الشك، قال: وتقول في الاستفهام هل زيد منطلق أم عمرو يا فتى؟ إنما أضربت عن سؤالك عن انطلاق زيد وجعلته عن عمرو، فأم
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست