لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٢٣٣
قال: وبهذا البيت سمي بليلا، وأنشد ابن سيده:
خذوا حذركم، يا آل عكرم، واذكروا أواصرنا، والرحم بالغيب تذكر وذهب سيبويه إلى أن هذا مطرد في كل ما كان ثانيه من حروف الحلق، بكرية، والجمع منهما أرحام. وفي الحديث: من ملك ذا رحم محرم فهو حر، قال ابن الأثير: ذوو الرحم هم الأقارب، ويقع على كل من يجمع بينك وبينه نسب، ويطلق في الفرائض على الأقارب من جهة النساء، يقال: ذو رحم محرم ومحرم، وهو من لا يحل نكاحه كالأم والبنت والأخت والعمة والخالة، والذي ذهب إليه أكثر العلماء من الصحابة والتابعين وأبو خنيفة وأصحابه وأحمد أن من ملك ذا رحم محرم عتق عليه، ذكرا كان أو أنثى، قال: وذهب الشافعي وغيره من الأئمة والصحابة والتابعين إلى أنه يعتق عليه الأولاد والآباء والأمهات ولا يعتق عليه غيرهم من ذوي قرابته، وذهب مالك إلى أنه يعتق عليه الولد والوالدان والإخوة ولا يعتق غيرهم. وفي الحديث: ثلاث ينقص بهن العبد في الدنيا ويدرك بهن في الآخرة ما هو أعظم من ذلك: الرحم والحياء وعي اللسان، الرحم، بالضم: الرحمة، يقال: رحم رحما، ويريد بالنقصان ما ينال المرء بقسوة القلب ووقاحة الوجه وبسطة اللسان التي هي أضداد تلك الخصال من الزيادة في الدنيا. وقالوا: جزاك الله خيرا والرحم والرحم، بالرفع والنصب، وجزاك الله شرا والقطيعة، بالنصب لا غير. وفي الحديث: إن الرحم شجنة معلقة بالعرش تقول: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني. الأزهري: الرحم القرابة تجمع بني أب. وبينهما رحم أي قرابة قريبة. وقوله عز وجل: واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، من نصب أراد واتقوا الأرحام أن تقطعوها، ومن خفض أراد تساءلون به وبالأرحام، وهو قولك: نشدتك بالله وبالرحم. ورحم السقاء رحما، فهو رحم: ضيعه أهله بعد عينته فلم يدهنوه حتى فسد فلم يلزم الماء. والرحوم: الناقة التي تشتكي رحمها بعد النتاج، وقد رحمت، بالضم، رحامة ورحمت، بالكسر، رحما.
ومرحوم ورحيم: اسمان.
* رخم: أرخمت النعامة والدجاجة على بيضها ورخمت عليه ورخمته ترخمه رخما ورخما، وهي مرخم وراخم ومرخمة:
حضنته، ورخمها أهلها: ألزموها إياه. وألقى عليه رخمته أي محبته ومودته. ورخمت المرأة ولدها ترخمه وترخمه رخما:
لاعبته. وحكى اللحياني: رخمه يرخمه رخمة، وإنه لراخم له.
وألقت عليه رخمها ورخمتها أي عطفتها، وأنشد لأبي النجم:
مدلل يشتمنا ونرخمه، أطيب شئ نسمه وملثمه واستعاره عمرو ذو الكلب للشاة فقال:
يا ليت شعري عنك، والأمر عمم، ما فعل اليوم أويس في الغنم؟
صب لها في الريح مريخ أشم؟
فاجتال منها لجبة ذات هزم، حاشكة الدرة ورهاء الرخم
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»
الفهرست