لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ١٥١
وبالطواسين التي قد ثلثث، وبالحواميم التي قد سبعت قال: والأولى أن تجمع بذوات حاميم، وأنشد أبو عبيدة في حاميم لشريح بن أوفى العبسي:
يذكرني حاميم، والرمح شاجر، فهلا تلا حاميم قبل التقدم قال: وأنشده غيره للأشتر النخعي، والضمير في يذكرني هو لمحمد بن طلحة، وقتله الأشتر أو شريح. وفي حديث الجهاد: إذا بيتم فقولوا حاميم لا ينصرون، قال ابن الأثير: قيل معناه اللهم لا ينصرون، قال: ويريد به الخبر لا الدعاء لأنه لو كان دعاء لقال لا ينصروا مجزوما فكأنه قال والله لا ينصرون، وقيل: إن السور التي أولها حاميم لها شأن، فنبه أن ذكرها لشرف منزلتها مما يستظهر به على استنزال النصر من الله، وقوله لا ينصرون كلام مستأنف كأنه حين قال قولوا حاميم، قيل: ماذا يكون إذا قلناها؟ فقال: لا ينصرون. قال أبو حاتم: قالت العامة في جمع حم وطس حواميم وطواسين، قال: والصواب ذوات طس وذوات حم وذوات ألم.
وحم هذا الأمر حما إذا قضي. وحم له ذلك: قدر، قأما ما أنشده ثعلب من قول جميل:
فليت رجالا فيك قد نذروا دمي وحموا لقائي، يا بثين، لقوني فإنه لم يفسر حموا لقائي. قال ابن سيده: والتقدير عندي للقائي فحذف أي حم لهم لقائي، قال: وروايتنا وهموا بقتلي. وحم الله له كذا وأحمه: قضاه، قال عمرو ذو الكلب الهذلي:
أحم الله ذلك من لقاء أحاد أحاد في الشهر الحلال وحم الشئ وأحم أي قدر، فهو محموم، أنشد ابن بري لخباب بن غزي:
وأرمي بنفسي في فروج كثيرة، وليس لأمر حمه الله صارف وقال البعيث:
ألا يا لقوم كل ما حم واقع، وللطير مجرى والجنوب مصارع والحمام، بالكسر: قضاء الموت وقدره، من قولهم حم كذا أي قدر. والحمم. المنايا، واحدتها حمة. وفي الحديث ذكر الحمام كثيرا، وهو الموت، وفي شعر ابن رواحة في غزوة مؤتة:
هذا حمام الموت قد صليت أي قضاؤه، وحمه المنية والفراق منه: ما قدر وقضي. يقال:
عجلت بنا وبكم حمة الفراق وحمة الموت أي قدر الفراق، والجمع حمم وحمام، وهذا حم لذلك أي قدر، قال الأعشى:
تؤم سلامة ذا فائش، هو اليوم حم لميعادها أي قدر، ويروى: هو اليوم حم لميعادها أي قدر له. ونزل به حمامه أي قدره وموته. وحم حمه: قصد قصده، قال الشاعر يصف بعيره:
فلما رآني قد حممت ارتحاله، تلمك لو يجدي عليه التلمك
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»
الفهرست