لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ١٤١
صبيا، أي علما وفقها، هذا ليحيى بن زكريا، وكذلك قوله:
الصمت حكم وقليل فاعله وفي الحديث: إن من الشعر لحكما أي إن في الشعر كلاما نافعا يمنع من الجهل والسفه وينهى عنهما، قيل: أراد بها المواعظ والأمثال التي ينتفع الناس بها. والحكم: العلم والفقه والقضاء بالعدل، وهو مصدر حكم يحكم، ويروى: إن من الشعر لحكمة، وهو بمعنى الحكم، ومنه الحديث: الخلافة في قريش والحكم في الأنصار، خصهم بالحكم لأن أكثر فقهاء الصحابة فيهم، منهم معاذ ابن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وغيرهم. قال الليث: بلغني أنه نهى أن يسمى الرجل حكيما (* قوله أن يسمى الرجل حكيما كذا بالأصل، والذي في عبارة الليث التي في التهذيب: حكما بالتحريك)، قال الأزهري: وقد سمى الناس حكيما وحكما، قال: وما علمت النهي عن التسمية بهما صحيحا. ابن الأثير:
وفي حديث أبي شريح أنه كان يكنى أبا الحكم فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم: إن الله هو الحكم، وكناه بأبي شريح، وإنما كره له ذلك لئلا يشارك الله في صفته، وقد سمى الأعشى القصيدة المحكمة حكيمة فقال:
وغريبة، تأتي الملوك، حكيمة، قد قلتها ليقال: من ذا قالها؟
وفي الحديث في صفة القرآن: وهو الذكر الحكيم أي الحاكم لكم وعليكم، أو هو المحكم الذي لا اختلاف فيه ولا اضطراب، فعيل بمعنى مفعل، أحكم فهو محكم. وفي حديث ابن عباس:
قرأت المحكم على عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يريد المفصل من القرآن لأنه لم ينسخ منه شئ، وقيل: هو ما لم يكن متشابها لأنه أحكم بيانه بنفسه ولم يفتقر إلى غيره، والعرب تقول: حكمت وأحكمت وحكمت بمعنى منعت ورددت، ومن هذا قيل للحاكم بين الناس حاكم، لأنه يمنع الظالم من الظلم. وروى المنذري عن أبي طالب أنه قال في قولهم: حكم الله بيننا، قال الأصمعي: أصل الحكومة رد الرجل عن الظلم، قال: ومنه سميت حكمة اللجام لأنها ترد الدابة؟ ومنه قول لبيد:
أحكم الجنثي من عوراتها كل حرباء، إذا أكره صل والجنثي: السيف، المعنى: رد السيف عن عورات الدرع وهي فرجها كل حرباء، وقيل: المعنى أحرز الجنثي وهو الزراد مساميرها، ومعنى الإحكام حينئذ الإحراز. قال ابن سيده: الحكم القضاء، وجمعه أحكام، لا يكسر على غير ذلك، وقد حكم عليه بالأمر يحكم حكما وحكومة وحكم بينهم كذلك. والحكم: مصدر قولك حكم بينهم يحكم أي قضى، وحكم له وحكم عليه. الأزهري: الحكم القضاء بالعدل، قال النابغة:
واحكم كحكم فتاة الحي، إذ نظرت إلى حمام سراع وارد الثمد (* قوله حمام سراع كذا هو في التهذيب بالسين المهملة وكذلك في نسخة قديمة من الصحاح، وقال شارح الديوان: ويروى أيضا شراع بالشين المعجمة أي مجتمعة).
وحكى يعقوب عن الرواة أن معنى هذا البيت:
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»
الفهرست