المتصدقين، ويقال للذي يقبض الصدقات ويجمعها لأهل السهمان مصدق، بتخفيف الصاد، وكذلك الذي ينسب المحدث إلى الصدق مصدق، بالتخفيف قال الله تعالى: أئنك لمن المصدقين، الصاد خفيفة والدال شديدة، وهو من تصديقك صاحبك إذا حدثك، وأما المصدق، بتشديد الصاد والدال، فهو المتصدق أدغمت التاء في الصاد فشددت. قال الله تعالى: إن المصدقين والمصدقات وهم الذين يعطون الصدقات. وفي حديث الزكاة: لا تؤخذ في الصدقة هرمة ولا تيس إلا أن يشاء المصدق، رواه أبو عبيد بفتح الدال والتشديد، يريد صاحب الماشية الذي أخذت صدقة ماله، وخالفه عامة الرواة فقالوا بكسر الدال، وهو عامل الزكاة الذي يستوفيها من أربابها، صدقهم يصدقهم، فهو مصدق، وقال أبو موسى:
الرواية بتشديد الصاد والدال معا وكسر الدال، وهو صاحب المال، وأصله المتصدق فأدغمت التاء في الصاد، والاستثناء من التيس خاصة، فإن الهرمة وذات العوار لا يجوز أخذها في الصدقة إلا أن يكون المال كله كذلك عند بعضهم، وهذا إنما يتجه إذا كان الغرض من الحديث النهي عن أخذ التيس لأنه فحل المعز، وقد نهي عن أخذ الفحل في الصدقة لأنه مضر برب المال لأنه يعز عليه إلا أن يسمح به فيؤخذ، قال ابن الأثير: والذي شرحه الخطابي في المعالم أن المصدق، بتخفيف الصاد، العامل وأنه وكيل الفقراء في القبض فله أن يتصرف بهم بما يراه مما يؤدي إليه اجتهاده. والصدقة والصدقة والصدقة والصدقة، بالضم وتسكين الدال، والصدقة والصداق والصداق: مهر المرأة، وجمعها في أدنى العدد أصدقة، والكثير صدق، وهذان البناء ان إنما هما على الغالب. وقد أصدق المرأة حين تزوجها أي جعل لها صداقا، وقيل: أصدقها سمى لها صداقا. أبو إسحق في قوله تعالى: وآتوا النساء صدقاتهن نحلة، الصدقات جمع الصدقة، ومن قال صدقة قال صدقاتهن، قال: ولا يقرأ من هذه اللغات بشئ إن القراءة سنة. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لا تغالوا في الصدقات، هي جمع صدقة وهو مهر المرأة، وفي رواية: لا تغالوا في صدق النساء، جمع صداق. وفي الحديث: وليس عند أبوينا ما يصدقان عنا أي يؤديان إلى أزواجنا الصداق.
والصيدق، على مثال صيرف: النجم الصغير اللاصق بالوسطى من نبات نعش الكبرى، عن كراع، وقال شمر: الصيدق الأمين، وأنشد قول أمية:
فيها النجوم تطيع غير مراحة، ما قال صيدقها الأمين الأرشد وقال أبو عمرو: الصيدق القطب، وقيل الملك، وقال يعقوب: هي الصندوق والجمع الصناديق.
* صرق: الصريقة: الرقاقة، عن ابن الأعرابي، والمعروف الصليقة، ويجمع على صرائق وصرق وصروق وصريق، عن الفراء، والعامة تقول باللام وهو بالراء. وروي حديث عمر، رضي الله عنه: لو شئت لدعوت بصرائق وصناب، والأعرف بصلائق، حكاه الهروي في الغريبين. وروي عن ابن عباس: أنه كان يأكل يوم الفطر قبل أن يخرج إلى المصلى من طرف الصريقة ويقول: إنه سنة. وروى الخطابي في غريبه عن عطاء كان يقول: لا أغدو حتى آكل من طرف الصريفة، وقال: هكذا روي بالفاء وهو بالقاف، قال الأزهري: