وتذروا أرباقها في أعناقها، شبه ما قلدته أعناقها من الأوزار والآثام أو من وجوب الحج بالأرباق اللازمة لأعناق البهم. وأخرج ربقة الإسلام من عنقه: فارق الجماعة، ويروى عن حذيفة: من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، الربقة في الأصل: عروة في حبل تجعل في عنق البهيمة أو يدها تمسكها، فاستعارها للإسلام، يعني ما يشد المسلم به نفسه من عرى الإسلام أي حدوده وأحكامه وأوامره ونواهيه، قال شمر:
قال يحيى بن آدم أراد بربقة الإسلام عقد الإسلام، قال: ومعنى مفارقة الجماعة ترك السنة واتباع البدعة. وفي الصحاح: الربق، بالكسر، حبل فيه عدة عرى تشد به البهم، الواحدة من العرى ربقة، وفرج عنه ربقته أي كربته، وكل ذلك على المثل والأصل ما تقدم.
والربق، بالفتح: مصدر قولك ربقت الشاة والجدي أربقها وأربقها ربقا وربقها شدها في الربقة، وفي الصحاح: جعل رأسه في الربقة فارتبق. ويقال: ارتبق الظبي في حبالتي أي علق، والعرب تقول: رمدت الضأن فربق ربق. والربيقة: البهمة المربوقة في الربق. وشاة ربيقة وربيق ومربقة: مربوقة، شاة مربوقة وشاء مربقة. وقد قيل: إن التربيق أيضا الحلقة والحبل تشد به الغنم، فإن كان ذلك فالتربيق اسم كالتنبيت الذي هو النبات، والتمتين الذي هو خيط من خيوط الفسطاط. وفي حديث عائشة تصف أباها، رضي الله عنهما: واضطرب حبل الدين فأخذ بطرفيه وربق لكم أثناءه، تريد لما اضطرب الأمر يوم الردة أحاط به من جوانبه وضمه فلم يشذ منهم أحد ولم يخرج عما جمعهم عليه، وهو من تربيق البهم شده في الرباق. وفي حديث علي: قال لموسى بن طلحة انطلق إلى العسكر، فما وجدت من سلاح أو ثوب ارتبق فاقبضه واتق الله واجلس في بيتك، ربقت الشئ وارتبقته لنفسي كربطته وارتبطته، وهو من الربقة أي ما وجدت من شئ أخذ منكم وأصيب فاسترجعه، وكان من حكمه في أهل البغي أن ما وجد من مالهم في يد أحد يسترجع منه.
الأزهري: الربق ما تربق به الشاة، وهو خيط يثنى حلقة ثم يجعل رأس الشاة فيه ثم يشد، قال: سمعت ذلك من أعراب بني تميم. قال شمر: سمعت أعرابية وقد عمدت إلى حبل فعقدت فيه أربع عرى وجعلت أعناق صبيان أربعة فيها، وهي تقول: أربع مربقات، تسأل لهم، قال: وكذلك يصنع بالسخال.
ويقال: ربق الرجل أثناء حبله وربق أرباقه إذا هيأها لسخاله، ومنه قولهم: رمدت الضأن فربق ربق أي هئ الأرباق فإنها تلد عن قرب لأنها تضرع على رأس الولادة وليس كذلك المعزى، فلذلك قالوا فيها رنق رنق، بالنون، وجعل زهير الجوامع ربقا فقال يمدح رجلا:
أشم أبيض فياض، يفكك عن أيدي العناة وعن أعناقها الربقا التهذيب: والربقة نسج من الصوف الأسود عرضه مثل عرض التكة، وفيه طريقة حمراء من عهن تعقد أطرافها، ثم تعلق في عنق الصبي وتخرج إحدى يديه منها كما يخرج الرجل إحدى يديه من حمائل السيف، وإنما تعلق الأعراب الربق في أعناق صبيانهم من العين.
وربق فلانا في هذا الأمر يربقه ربقا فارتبق: أوقعه فيه فوقع. وارتبق في الحبالة: نشب، عن اللحياني.