أنهم أشركوا بالشيطان وآمنوا بالله وحده، رواه عنه أبو عمر الزاهد، قال: وعرضه على المبرد فقال متلئب صحيح. الجوهري: الشرك الكفر. وقد أشرك فلان بالله، فهو مشرك ومشركي مثل دو ودوي وسك وسكي وقعسر قعسري بمعنى واحد، قال الراجز:
ومشركي كافر بالفرق أي بالفرقان. وفي الحديث: الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل، قال ابن الأثير: يريد به الرياء في العمل فكأنه أشرك في عمله غير الله، ومنه قوله تعالى: ولا يشرك بعبادة ربه أحدا. وفي الحديث: من حلف بغير الله فقد أشرك حيث جعل ما لا يحلف به محلوفا به كاسم الله الذي به يكون القسم. وفي الحديث: الطيرة شرك ولكن الله يذهبه بالتوكل، جعل التطير شركا به في اعتقاد جلب النفع ودفع الضرر، وليس الكفر بالله لأنه لو كان كفرا لما ذهب بالتوكل. وفي حديث تلبية الجاهلية:
لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك، يعنون بالشريك الصنم، يريدون أن الصنم وما يملكه ويختص به من الآلات التي تكون عنده وحوله والنذور التي كانوا يتقربون بها إليه كلها ملك لله عز وجل، فذلك معنى قوله تملكه وما ملك. قال محمد بن المكرم: اللهم إنا نسألك صحة التوحيد والإخلاص في الإيمان، أنظر إلى هؤلاء لم ينفعهم طوافهم ولا تلبيتهم ولا قولهم عن الصنم هولك، ولا قولهم تملك وما مع تسميتهم الصنم شريكا، بل حبط عملهم بهذه التسمية، ولم يصح لهم التوحيد مع الاستثناء، ولا نفعتهم معذرتهم بقولهم: إلا ليقربونا إلى الله زلفى، وقوله تعالى:
وأشركه في أمري، أي اجعله شريكي فيه. ويقال في المصاهرة: رغبنا في شرككم وصهركم أي مشاركتكم في النسب. قال الأزهري: وسمعت بعض العرب يقول: فلان شريك فلان إذا كان متزوجا بابنته أو بأخته، وهو الذي تسميه الناس الختن، قال: وامرأة الرجل شريكته وهي جارته، وزوجها جارها، وهذا يدل على أن الشريك جار، وأنه أقرب الجيران. وقد شركه في الأمر بالتحريك، يشركه إذا دخل معه فيه وأشركه معه فيه. وأشرك فلان فلانا في البيع إذا أدخله مع نفسه فيه. واشترك الأمر:
التبس. والشرك: حبائل الصائد وكذلك ما ينصب للطير، واحدته شركة وجمعها شرك، وهي قليلة نادرة. وشرك الصائد: حبالته يرتبك فيها الصيد.
وفي الحديث: أعوذ بك من شر الشيطان وشركه أي ما يدعو إليه ويوسوس به من الإشراك بالله تعالى، ويروى بفتح الشين والراء، أي حبائله ومصايدة، واحدتها شركة. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: كالطير الحذر يرى أن له في كل طريق شركا. وشرك الطريق: جواده، وقيل: هي الطرق التي لا تخفى عليك ولا تستجمع لك فأنت تراها وربما انقطعت غير أنها لا تخفى عليك، وقيل: هي الطرق التي تختلج، والمعنيان متقاربان، واحدته شركة. الأصمعي: الزم شرك الطريق وهي أنساع الطريق، الواحدة شركة، وقال غيره: هي أخاديد الطريق ومعناهما واحد، وهي ما حفرت الدواب بقوائمها في متن الطريق شركة ههنا وأخرى بجانبها. شمر: أم الطريق معظمه، وبنياته أشراكه صغار تتشعب عنه ثم تنقطع.
الجوهري: الشركة معظم الطريق ووسطه، والجمع شرك، قال ابن بري: شاهده قول الشماخ: