لسان العرب - ابن منظور - ج ١٠ - الصفحة ٢٥٩
الآخر، فاجتابه أي اكتساه، قال أبو منصور:
ويقال لذلك الشعر عقيق، بغير هاء، ومنه قول الشماخ:
أطار عقيقة عنه نسالا، وأدمج دمج ذي شطن بديع أراد شعره الذي يولد عليه أنه أنسله عنه. قال: والعق في الأصل الشق والقطع، وسميت الشعرة التي يخرج المولود من بطن أمه وهي عليه عقيقة، لأنها إن كانت على رأس الإنسي حلقت فقطعت، وإن كانت على البهيمة فإنها تنسلها، وقيل للذبيحة عقيقة لأنها تذبح فيشق حلقومها ومريثها وودجاها قطعا كما سميت ذبيحة بالذبح، وهو الشق. ويقال للصبي إذا نشأ مع حي حتى شب وقوي فيهم: عقت تميمته في بني فلان، والأصل في ذلك أن الصبي ما دام طفلا تعلق أمه عليه التمائم، وهي الخرز، تعوذه من العين، فإذا كبر قطعت عنه، ومنه قول الشاعر:
بلاد بها عق الشعباب تميمتي، وأوعل أرض مس جلدي ترابها وقال أبو عبيدة: عقيقة الصبي عرلته إذا ختن. والعقوق من البهائم: الحامل، وقيل: هي من الحافر خاصة والجمع عقق وعقاق، وقد أعقت، وهي معق وعقوق، فمعق على القياس وعقوق على غير القياس، ولا يقال معق إلا في لغة رديئة، وهو من النوادر. وفرس عقوق إذا إنعق بطنها واتسع للولد، وكل انشقاق هو إنعقاق، وكل شق وخرق في الرمل وغيره فهو عق، ومنه قيل للبرق إذا انشق عقيقة. وقال أبو حاتم في الأضداد: زعم بعض شيوخنا أن الفرس الحامل يقال لها عقوق ويقال أيضا للحائل عقوق، وفي الحديث: أتاه رجل معه فرس عقوق أي حائل، قال: وأظن هذا على التفاؤل كأنهم أرادوا أنها ستحمل إن شاء الله.
وفي الحديث: من أطرق مسلما فعقت له فرسه كان كأجر كذا، عقت أي حملت. والإعقاق بعد الإقصاص، فالإقصاص في الخيل والحمر أول ثم الإعقاق بعد ذلك.
والعقيقة: المزادة. والعقيقة: النهر. والعقيقة: العصابة ساعة تشق من الثوب. والعقيقة: نواق رخوة كالعجوة تؤكل.
ونوى العقوق: نوى هش لين رخو الممضغة تأكله العجوز أو تلوكه تعلفه الناقة العقوق إلطافا لها، فلذلك أضيف إليها، وهو من كلام أهل البصرة ولا تعرفه الأعراب في باديتها. وفي المثل: أعز من الأبلق العقوق، يضرب لما لا يكون، وذلك أن الأبلق من صفات الذكور، والعقوق الحامل، والذور لا يكون حاملا، وإذا طلب الإنسان فوق ما يستحق قالوا: طلب الأبلق العقوق، فكأنه طلب أمرا لا يكون أبدا، ويقال: إن رجلا سأل معاوية أن يزوجه أمه هندا فقال: أمرها إليها وقد قعدت عن الولد وأبت أن تتزوج، فقال: فولني مكان كذا، فقال معاوية متمثلا:
طلب الأبلق العقوق، فلما لم ينله أراد بيض الأنوق والأنوق: طائر يبيض في قنن الجبال فبيضه في حرز إلا أنه مما لا يطمع فيه، فمعناه أنه طلب ما لا يكون، فلما لم يجد ذلك طلب ما يطمع في الوصول إليه، وهو مع ذلك بعيد. ومن أمثال العرب السائرة
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف القاف فصل الألف 3
2 فصل الباء 13
3 فصل التاء 31
4 فصل الثاء 33
5 فصل الجيم 34
6 فصل الحاء 37
7 فصل الخاء 72
8 فصل الدال المهملة 94
9 فصل الذال المعجمة 108
10 فصل الراء المهملة 112
11 فصل الزاي 137
12 فصل السين المهملة 151
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 193
15 فصل الضاد المعجمة 208
16 فصل الطاء المهملة 209
17 فصل العين المهملة 234
18 فصل الغين المعجمة 281
19 فصل الفاء 296
20 فصل القاف 321
21 فصل الكاف 326
22 فصل اللام 326
23 فصل الميم 335
24 فصل النون 350
25 فصل الهاء 364
26 فصل الواو 370
27 فصل الياء المثناة تحتها 386
28 حرف الكاف فصل الألف 388
29 فصل الباء الموحدة 395
30 فصل التاء المثناة فوقها 405
31 فصل الحاء المهملة 407
32 فصل الخاء المعجمة 419
33 فصل الدال المهملة 419
34 فصل الراء 431
35 فصل الزاي 435
36 فصل السين المهملة 438
37 فصل الشين المعجمة 446
38 فصل الصاد المعجمة 455
39 فصل الضاد المعجمة 459
40 فصل العين المهملة 463
41 فصل الغين المعجمة 472
42 فصل الفاء 472
43 فصل الكاف 481
44 فصل اللام 481
45 فصل الميم 485
46 فصل النون 497
47 فصل الهاء 502
48 فصل الواو 509
49 فصل الياء المثناة تحتها 515