فحملنا فارسا، في كفه راعبي في رديني أصم وأمرناه به من بينها، بعدما انصاع مصرا أو كصم فهي كالدلو بكف المستقي، خذلت منها العراقي فانجذم أراد بقوله منها: الدلو، وبقوله انجذم: السجل لأن السجل والدلو واحد، وإن جمعت بحذف الهاء قلت عرق وأصله عرقو، إلا أنه فعل به ما فعل بثلاثة أحق في جمع حقو. وفي الحديث: رأيت كأن دلوا دليت من السماء فأخذ أبو بكر بعراقيها فشرب، العراقي: جمع عرقوة الدلو. وذات العراقي: الداهية، سميت بذلك لأن ذات العراقي هي الدلو والدلو من أسماء الداهية. يقال: لقيت منه ذات العراقي، قال عوف بن الأحوص:
لقيتم، من تدرئكم علينا وقتل سراتنا، ذات العراقي والعرقوتان من الرحل والقتب: خشبتان تضمان ما بين الواسط والمؤخرة.
والعرقوة: كل أكمة منقادة في الأرض كأنها جثوة قبر مستطيلة. ابن شميل: العرقوة أكمة تنقاد ليست بطويلة من الأرض في السماء وهي على ذلك تشرف على ما حولها، وهو قريب من الأرض أو غير قريب، وهي مختلفة، مكان منها لين ومكان منها غليظ، وإنما هي جانب من أرض مستوية مشرف على ما حوله. والعراقي: ما اتصل من الإكام وآض كأنه جرف واحد طويل على وجه الأرض، وأما الأكمة فإنها تكون ملمومة، وأما العرقوة فتطول على وجه الأرض وظهرها قليلة العرض، لها سند وقبلها نجاف وبراق ليس بسهل ولا غليظ جدا ينبت، فأما ظهره فغليظ خشن لا ينبت خيرا. والعرقوة والعراقي من الجبال:
الغليظ المنقاد في الأرض يمنعك من علوه وليس يرتقى لصعوبته وليس بطويل، وهي العرق أيضا، قال الأزهري: وبه سميت الداهية ذات العراقي، وقيل: العرق جبيل صغير منفرد، قال الشماخ:
ما إن يزال لها شأو يقدمها مجرب، مثل طوط العرق، مجدول وقيل: العرق الجبل وجمعه عروق. والعراقي عند أهل اليمن:
التراقي.
وعرق في الأرض يعرق عرقا وعروقا: ذهب فيها. وفي الحديث: قال ابن الأكوع فخرج رجل على ناقة ورقاء وأنا على رحلي فاعترقها حتى أخذ بخطامها، يقال: عرق في الأرض إذا ذهب فيها. وفي حديث وائل بن حجر أنه قال لمعاوية وهو يمشي في ركابه: تعرق في ظل ناقتي أي امش في ظلها وانتفع به قليلا قليلا. والعرق: الواحد من أعراق الحائط، ويقال: عرق عرقا أو عرقين. أبو عبيد: عرق إذا أكل، وعرق إذا كسل. وصارعه فتعرقه: وهو أن تأخذ رأسه فتجعله تحت إبطك تصرعه بعد.
وعرق وذات عرق والعرقان والأعراق وعريق، كلها: مواضع. وفي الحديث: أنه وقت لأهل العراق ذات عرق، هو منزل معروف من منازل الحاج يحرم أهل العراق بالحج منه، سمي به لأن فيه عرقا وهو الجبل الصغير، وقيل: العرق من الأرض سبخة تنبت الطرفاء، وعلم النبي، صلى الله عليه وسلم،