تقول: استوى على كلب فرسه. ودهر كلب: ملح على أهله بما يسوءهم، مشتق من الكلب الكلب، قال الشاعر:
ما لي أرى الناس، لا أب لهم! * قد أكلوا لحم نابح كلب وكلبة الزمان: شدة حاله وضيقه، من ذلك. والكلبة، مثل الجلبة. والكلبة: شدة البرد، وفي المحكم شدة الشتاء، وجهده، منه أيضا، أنشد يعقوب:
أنجمت قرة الشتاء، وكانت * قد أقامت بكلبة وقطار وكذلك الكلب، بالتحريك، وقد كلب الشتاء، بالكسر. والكلب:
أنف الشتاء وحدته، وبقيت علينا كلبة من الشتاء، وكلبة أي بقية شدة، وهو من ذلك. وقال أبو حنيفة: الكلبة كل شدة من قبل القحط والسلطان وغيره. وهو في كلبة من العيش أي ضيق. وقال النضر: الناس في كلبة أي في قحط وشدة من الزمان. أبو زيد: كلبة الشتاء وهلبته: شدته. وقال الكسائي: أصابتهم كلبة من الزمان، في شدة حالهم، وعيشهم، وهلبة من الزمان، قال: ويقال هلبة وجلبة من الحر والقر. وعام كلب:
جدب، وكله من الكلب.
والمكالبة: المشارة وكذلك التكالب، يقال: هم يتكالبون على كذا أي يتواثبون عليه.
وكالب الرجل مكالبة وكلابا: ضايقه كمضايقة الكلاب بعضها بعضا، عند المهارشة، وقول تأبط شرا:
إذا الحرب أولتك الكليب، فولها * كليبك واعلم أنها سوف تنجلي قيل في تفسيره قولان: أحدهما أنه أراد بالكليب المكالب الذي تقدم، والقول الآخر أن الكليب مصدر كلبت الحرب، والأول أقوى.
وكلب على الشئ كلبا: حرص عليه حرص الكلب، واشتد حرصه. وقال الحسن: إن الدنيا لما فتحت على أهلها، كلبوا عليها أشد الكلب، وعدا بعضهم على بعض بالسيف، وفي النهاية: كلبوا عليها أسوأ الكلب، وأنت تجشأ من الشبع بشما، وجارك قد دمي فوه من الجوع كلبا أي حرصا على شئ يصيبه.
وفي حديث علي، كتب إلى ابن عباس حين أخذ من مال البصرة: فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كلب، والعدو قد حرب، كلب أي اشتد. يقال: كلب الدهر على أهله إذا ألح عليهم، واشتد.
وتكالب الناس على الأمر: حرصوا عليه حتى كأنهم كلاب.
والمكالب: الجرئ، يمانية، وذلك لأنه يلازم كملازمة الكلاب لما تطمع فيه.
وكلب الشوك إذا شق ورقه، فعلق كعلق الكلاب. والكلبة والكلبة من الشرس:
وهو صغار شجر الشوك، وهي تشبه الشكاعى، وهي من الذكور، وقيل: هي شجرة شاكة من العضاه، لها جراء، وكل ذلك تشبيه بالكلب. وقد كلبت إذا انجرد ورقها، واقشعرت، فعلقت الثياب وآذت من مر بها، كما يفعل الكلب. وقال أبو حنيفة: قال أبو الدقيش كلب الشجر، فهو كلب إذا لم يجد ريه، فخشن من غير أن تذهب ندوته، فعلق ثوب من مر به كالكلب.