لسان العرب - ابن منظور - ج ١ - الصفحة ٧٢٤
تقول: استوى على كلب فرسه. ودهر كلب: ملح على أهله بما يسوءهم، مشتق من الكلب الكلب، قال الشاعر:
ما لي أرى الناس، لا أب لهم! * قد أكلوا لحم نابح كلب وكلبة الزمان: شدة حاله وضيقه، من ذلك. والكلبة، مثل الجلبة. والكلبة: شدة البرد، وفي المحكم شدة الشتاء، وجهده، منه أيضا، أنشد يعقوب:
أنجمت قرة الشتاء، وكانت * قد أقامت بكلبة وقطار وكذلك الكلب، بالتحريك، وقد كلب الشتاء، بالكسر. والكلب:
أنف الشتاء وحدته، وبقيت علينا كلبة من الشتاء، وكلبة أي بقية شدة، وهو من ذلك. وقال أبو حنيفة: الكلبة كل شدة من قبل القحط والسلطان وغيره. وهو في كلبة من العيش أي ضيق. وقال النضر: الناس في كلبة أي في قحط وشدة من الزمان. أبو زيد: كلبة الشتاء وهلبته: شدته. وقال الكسائي: أصابتهم كلبة من الزمان، في شدة حالهم، وعيشهم، وهلبة من الزمان، قال: ويقال هلبة وجلبة من الحر والقر. وعام كلب:
جدب، وكله من الكلب.
والمكالبة: المشارة وكذلك التكالب، يقال: هم يتكالبون على كذا أي يتواثبون عليه.
وكالب الرجل مكالبة وكلابا: ضايقه كمضايقة الكلاب بعضها بعضا، عند المهارشة، وقول تأبط شرا:
إذا الحرب أولتك الكليب، فولها * كليبك واعلم أنها سوف تنجلي قيل في تفسيره قولان: أحدهما أنه أراد بالكليب المكالب الذي تقدم، والقول الآخر أن الكليب مصدر كلبت الحرب، والأول أقوى.
وكلب على الشئ كلبا: حرص عليه حرص الكلب، واشتد حرصه. وقال الحسن: إن الدنيا لما فتحت على أهلها، كلبوا عليها أشد الكلب، وعدا بعضهم على بعض بالسيف، وفي النهاية: كلبوا عليها أسوأ الكلب، وأنت تجشأ من الشبع بشما، وجارك قد دمي فوه من الجوع كلبا أي حرصا على شئ يصيبه.
وفي حديث علي، كتب إلى ابن عباس حين أخذ من مال البصرة: فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كلب، والعدو قد حرب، كلب أي اشتد. يقال: كلب الدهر على أهله إذا ألح عليهم، واشتد.
وتكالب الناس على الأمر: حرصوا عليه حتى كأنهم كلاب.
والمكالب: الجرئ، يمانية، وذلك لأنه يلازم كملازمة الكلاب لما تطمع فيه.
وكلب الشوك إذا شق ورقه، فعلق كعلق الكلاب. والكلبة والكلبة من الشرس:
وهو صغار شجر الشوك، وهي تشبه الشكاعى، وهي من الذكور، وقيل: هي شجرة شاكة من العضاه، لها جراء، وكل ذلك تشبيه بالكلب. وقد كلبت إذا انجرد ورقها، واقشعرت، فعلقت الثياب وآذت من مر بها، كما يفعل الكلب. وقال أبو حنيفة: قال أبو الدقيش كلب الشجر، فهو كلب إذا لم يجد ريه، فخشن من غير أن تذهب ندوته، فعلق ثوب من مر به كالكلب.
(٧٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 719 720 721 722 723 724 725 726 727 728 729 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الهمزة فصل الهمزة 23
2 فصل الباء الموحدة 25
3 فصل التاء المثناة فوقها 39
4 فصل الثاء المثلثة 40
5 فصل الجيم 41
6 فصل الحاء المهملة 53
7 فصل الخاء المعجمة 62
8 فصل الدال المهملة 69
9 فصل الذال المعجمة 79
10 فصل الراء 81
11 فصل الزاي 90
12 فصل السين المهملة 92
13 فصل الشين المعجمة 99
14 فصل الصاد المهملة 107
15 فصل الضاد المعجمة 110
16 فصل الطاء المهملة 113
17 فصل الظاء المعجمة 116
18 فصل العين المهملة 117
19 فصل الغين المعجمة 119
20 فصل الفاء 119
21 فصل القاف 127
22 فصل الكاف 136
23 فصل اللام 150
24 فصل الميم 154
25 فصل النون 161
26 فصل الهاء 179
27 فصل الواو 189
28 فصل الياء المثناة تحتها 202
29 حرف الباء فصل الهمزة 204
30 فصل الباء الموحدة 221
31 فصل التاء المثناة فوقها 225
32 فصل الثاء المثلثة 234
33 فصل الجيم 248
34 فصل الحاء المهملة 288
35 فصل الخاء المعجمة 341
36 فصل الدال المهملة 368
37 فصل الذال المعجمة 377
38 فصل الراء 398
39 فصل الزاي المعجمة 443
40 فصل السين المهملة 454
41 فصل الشين المعجمة 479
42 فصل الصاد المهملة 514
43 فصل الضاد المعجمة 538
44 فصل الطاء المهملة 553
45 فصل الظاء المعجمة 568
46 فصل العين المهملة 572
47 فصل الغين المعجمة 634
48 فصل الفاء 657
49 فصل القاف 657
50 فصل الكاف 694
51 فصل اللام 729
52 فصل الميم 747
53 فصل النون 747
54 فصل الهاء 778
55 فصل الواو 791
56 فصل الياء المثناة تحتها 805