لسان العرب - ابن منظور - ج ١ - الصفحة ٥٧٣
أن يقطع الجرع. وقيل: العب الجرع، وقيل: تتابع الجرع. عبه يعبه عبا، وعب في الماء أو الإناء عبا: كرع، قال:
يكرع فيها فيعب عبا، * محببا، في مائها، منكبا (1) (1 قوله محببا في مائها الخ كذا في التهذيب محببا، بالحاء المهملة بعدها موحدتان. ووقع في نسخ شارح القاموس مجبأ، بالجيم وهمز آخره ولا معنى له هنا وهو تحريف فاحش وكان يجب مراجعة الأصول.) ويقال في الطائر: عب، ولا يقال شرب. وفي الحديث: مصوا الماء مصا، ولا تعبوه عبا، العب: الشرب بلا تنفس، ومنه الحديث: الكباد من العب. الكباد: داء يعرض للكبد.
وفي حديث الحوض: يعب فيه ميزابان أي يصبان فلا ينقطع انصبابهما، هكذا جاء في رواية، والمعروف بالغين المعجمة والتاء المثناة فوقها. والحمام يشرب الماء عبا، كما تعب الدواب. قال الشافعي: الحمام من الطير ما عب وهدر، وذلك ان الحمام يعب الماء عبا ولا يشرب كما يشرب الطير شيئا فشيئا.
وعبت الدلو: صوتت عند غرف الماء. وتعبب النبيذ: ألح في شربه، عن اللحياني. ويقال: هو يتعبب النبيذ أي يتجرعه.
وحكى ابن الأعرابي: أن العرب تقول: إذا أصابت الظباء الماء، فلا عباب، وإن لم تصبه فلا أباب أي إن وجدته لم تعب، وإن لم تجده لم تأتب له، يعني لم تتهيأ لطلبه ولا تشربه، من قولك: أب للأمر وائتب له: تهيأ. وقولهم: لا عباب أي لا تعب في الماء، وعباب كل شئ: أوله. وفي الحديث: إنا حي من مذحج، عباب سلفها ولباب شرفها. عباب الماء: أوله ومعظمه. ويقال:
جاؤوا بعبابهم أي جاؤوا بأجمعهم. وأراد بسلفهم من سلف من آبائهم، أو ما سلف من عزهم ومجدهم. وفي حديث علي يصف أبا بكر، رضي الله تعالى عنهما: طرت بعبابها وفزت بحبابها أي سبقت إلى جمة الإسلام، وأدركت أوائله، وشربت صفوه ، وحويت فضائله. قال ابن الأثير: هكذا أخرج الحديث الهروي والخطابي وغيرهما من أصحاب الغريب. وقال بعض فضلاء المتأخرين: هذا تفسير الكلمة على الصواب، لو ساعد النقل. وهذا هو حديث أسيد بن صفوان، قال: لما مات أبو بكر، جاء علي فمدحه، فقال في كلامه:
طرت بغنائها، بالغين المعجمة والنون، وفزت بحيائها، بالحاء المكسورة والياء المثناة من تحتها، هكذا ذكره الدارقطني من طرق في كتاب:
ما قالت القرابة في الصحابة، وفي كتابه المؤتلف والمختلف، وكذلك ذكره ابن بطة في الإبانة.
والعباب: الخوصة، قال المرار:
روافع للحمى متصففات، * إذا أمسى، لصيفه، عباب والعباب: كثرة الماء. والعباب: المطر الكثير. وعب النبت أي طال. وعباب السيل: معظمه وارتفاعه وكثرته، وقيل: عبابه موجه. وفي التهذيب: العباب معظم السيل.
ابن الأعرابي: العبب المياه المتدفقة.
والعنبب (2) (2 قوله والعنبب وعنبب كذا بضبط المحكم بشكل القلم بفتح العين في الأول محلى بأل وبضمها في الثاني بدون أل والموحدة مفتوحة فيهما اه‍ .): كثرة الماء، عن ابن الأعرابي، وأنشد:
فصبحت، والشمس لم تقضب، * عينا، بغضيان، ثجوج العنبب
(٥٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 568 569 570 571 572 573 574 575 576 577 578 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الهمزة فصل الهمزة 23
2 فصل الباء الموحدة 25
3 فصل التاء المثناة فوقها 39
4 فصل الثاء المثلثة 40
5 فصل الجيم 41
6 فصل الحاء المهملة 53
7 فصل الخاء المعجمة 62
8 فصل الدال المهملة 69
9 فصل الذال المعجمة 79
10 فصل الراء 81
11 فصل الزاي 90
12 فصل السين المهملة 92
13 فصل الشين المعجمة 99
14 فصل الصاد المهملة 107
15 فصل الضاد المعجمة 110
16 فصل الطاء المهملة 113
17 فصل الظاء المعجمة 116
18 فصل العين المهملة 117
19 فصل الغين المعجمة 119
20 فصل الفاء 119
21 فصل القاف 127
22 فصل الكاف 136
23 فصل اللام 150
24 فصل الميم 154
25 فصل النون 161
26 فصل الهاء 179
27 فصل الواو 189
28 فصل الياء المثناة تحتها 202
29 حرف الباء فصل الهمزة 204
30 فصل الباء الموحدة 221
31 فصل التاء المثناة فوقها 225
32 فصل الثاء المثلثة 234
33 فصل الجيم 248
34 فصل الحاء المهملة 288
35 فصل الخاء المعجمة 341
36 فصل الدال المهملة 368
37 فصل الذال المعجمة 377
38 فصل الراء 398
39 فصل الزاي المعجمة 443
40 فصل السين المهملة 454
41 فصل الشين المعجمة 479
42 فصل الصاد المهملة 514
43 فصل الضاد المعجمة 538
44 فصل الطاء المهملة 553
45 فصل الظاء المعجمة 568
46 فصل العين المهملة 572
47 فصل الغين المعجمة 634
48 فصل الفاء 657
49 فصل القاف 657
50 فصل الكاف 694
51 فصل اللام 729
52 فصل الميم 747
53 فصل النون 747
54 فصل الهاء 778
55 فصل الواو 791
56 فصل الياء المثناة تحتها 805