لسان العرب - ابن منظور - ج ١ - الصفحة ٥٦٤
والدعاء والكلام مصروفات إلى الله تعالى. وفلان طيب الإزار إذا كان عفيفا، قال النابغة:
رقاق النعال، طيب حجزاتهم أراد أنهم أعفاء عن المحارم. وقوله تعالى: وهدوا إلى الطيب من القول، قال ثعلب: هو الحسن. وكذلك قوله تعالى: إليه يصعد الكلم الطيب، والعمل الصالح يرفعه، إنما هو الكلم الحسن أيضا كالدعاء ونحوه، ولم يفسر ثعلب هذه الأخيرة. وقال الزجاج: الكلم الطيب توحيد الله، وقول لا إله إلا الله، والعمل الصالح يرفعه أي يرفع الكلم الطيب الذي هو التوحيد ، حتى يكون مثبتا للموحد حقيقة التوحيد. والضمير في يرفعه على هذا راجع إلى التوحيد. ويجوز أن يكون ضمير العمل الصالح أي العمل الصالح يرفعه الكلم الطيب أي لا يقبل عمل صالح إلا من موحد. ويجوز أن يكون الله تعالى يرفعه. وقوله تعالى : الطيبات للطيبين، والطيبون للطيبات، قال الفراء: الطيبات من الكلام، للطيبين من الرجال، وقال غيره: الطيبات من النساء، للطيبين من الرجال.
وأما قوله تعالى: يسألونك ماذا أحل لهم؟ قل: أحل لكم الطيبات، الخطاب للنبي، صلى الله عليه وسلم، والمراد به العرب. وكانت العرب تستقذر أشياء كثيرة فلا تأكلها، وتستطيب أشياء فتأكلها، فأحل الله لهم ما استطابوه، مما لم ينزل بتحريمه تلاوة مثل لحوم الأنعام كلها وألبانها، ومثل الدواب التي كانوا يأكلونها، من الضباب والأرانب واليرابيع وغيرها.
وفلان في بيت طيب: يكنى به عن شرفه وصلاحه وطيب أعراقه. وفي حديث طاووس : أنه أشرف على علي بن الحسين ساجدا في الحجر، فقلت: رجل صالح من بيت طيب.
والطوبى: جماعة الطيبة، عن كراع، قال: ولا نظير له إلا الكوسى في جمع كيسة ، والضوقى في جمع ضيقة. قال ابن سيده: وعندي في كل ذلك أنه تأنيث الأطيب والأضيق والأكيس، لأن على ليست من أبنية الجموع. وقال كراع: ولم يقولوا الطيبي، كما قالوا الكيسى في الكوسى، والضيقى في الضوقى.
والطوبى: الطيب، عن السيرافي.
فعلى من الطيب، كأن أصله طيبي، فقلبوا الياء واوا للضمة قبلها، ويقال: طوبى لك وطوباك، بالإضافة. قال يعقوب: ولا تقل طوبيك، بالياء. التهذيب:
والعرب تقول طوبى لك، ولا تقل طوباك. وهذا قول أكثر النحويين إلا الأخفش فإنه قال: من العرب من يضيفها فيقول: طوباك. وقال أبو بكر: طوباك إن فعلت كذا، قال: هذا مما يلحن فيه العوام، والصواب طوبى لك إن فعلت كذا وكذا. وطوبى: شجرة في الجنة، وفي التنزيل العزيز: طوبى لهم وحسن مآب.
وذهب سيبويه بالآية مذهب الدعاء، قال: هو في موضع رفع يدلك على رفعه رفع:
وحسن مآب. قال ثعلب: وقرئ طوبى لهم وحسن مآب، فجعل طوبى مصدرا كقولك:
وطوبى:
سقيا له. ونظيره من المصادر الرجعى، واستدل على أن موضعه نصب بقوله وحسن مآب. قال ابن جني: وحكى أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني، في كتابه الكبير في القراءات، قال: قرأ علي أعرابي بالحرم: طيبي لهم، فأعدت فقلت: طوبى، فقال:
طيبي، فأعدت فقلت: طوبى، فقال: طيبي. فلما طال علي قلت: طوطو، فقال : طي طي. قال الزجاج:
(٥٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 559 560 561 562 563 564 565 566 567 568 569 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الهمزة فصل الهمزة 23
2 فصل الباء الموحدة 25
3 فصل التاء المثناة فوقها 39
4 فصل الثاء المثلثة 40
5 فصل الجيم 41
6 فصل الحاء المهملة 53
7 فصل الخاء المعجمة 62
8 فصل الدال المهملة 69
9 فصل الذال المعجمة 79
10 فصل الراء 81
11 فصل الزاي 90
12 فصل السين المهملة 92
13 فصل الشين المعجمة 99
14 فصل الصاد المهملة 107
15 فصل الضاد المعجمة 110
16 فصل الطاء المهملة 113
17 فصل الظاء المعجمة 116
18 فصل العين المهملة 117
19 فصل الغين المعجمة 119
20 فصل الفاء 119
21 فصل القاف 127
22 فصل الكاف 136
23 فصل اللام 150
24 فصل الميم 154
25 فصل النون 161
26 فصل الهاء 179
27 فصل الواو 189
28 فصل الياء المثناة تحتها 202
29 حرف الباء فصل الهمزة 204
30 فصل الباء الموحدة 221
31 فصل التاء المثناة فوقها 225
32 فصل الثاء المثلثة 234
33 فصل الجيم 248
34 فصل الحاء المهملة 288
35 فصل الخاء المعجمة 341
36 فصل الدال المهملة 368
37 فصل الذال المعجمة 377
38 فصل الراء 398
39 فصل الزاي المعجمة 443
40 فصل السين المهملة 454
41 فصل الشين المعجمة 479
42 فصل الصاد المهملة 514
43 فصل الضاد المعجمة 538
44 فصل الطاء المهملة 553
45 فصل الظاء المعجمة 568
46 فصل العين المهملة 572
47 فصل الغين المعجمة 634
48 فصل الفاء 657
49 فصل القاف 657
50 فصل الكاف 694
51 فصل اللام 729
52 فصل الميم 747
53 فصل النون 747
54 فصل الهاء 778
55 فصل الواو 791
56 فصل الياء المثناة تحتها 805