يستنشئ الريح، بالهمز.
قال: وإنما هو من نشيت الريح، غير مهموز، أي شممتها.
والاستنشاء، يهمز ولا يهمز، وقيل هو من الإنشاء: الابتداء. وفي خطبة المحكم : ومما يهمز مما ليس أصله الهمز من جهة الاشتقاق قولهم: الذئب يستنشئ الريح، وإنما هو من النشوة، والكاهنة تستحدث الأمور وتجدد الأخبار. ويقال: من أين نشيت هذا الخبر، بالكسر من غير همز، أي من أين علمته. قال ابن الأثير وقال الأزهري: مستنشئة اسم علم لتلك الكاهنة التي دخلت عليها، ولا ينون للتعريف والتأنيث. وأما قول صخر الغي:
تدلى عليه، من بشام وأيكة * نشأة فروع، مرثعن الذوائب يجوز أن يكون نشأة فعلة من نشأ ثم يخفف على حد ما حكاه صاحب الكتاب من قولهم الكماة والمراة، ويجوز أن يكون نشأة فعلة فتكون نشأة من أنشأت كطاعة من أطعت، إلا أن الهمزة على هذا أبدلت ولم تخفف. ويجوز أن يكون من نشا ينشو بمعنى نشأ ينشأ، وقد حكاه قطرب، فتكون فعلة من هذا اللفظ، ومن زائدة، على مذهب الأخفش، أي تدلى عليه بشام وأيكة.
قال: وقياس قول سيبويه أن يكون الفاعل مضمرا يدل عليه شاهد في اللفظ، التعليل لابن جني. ابن الأعرابي: النشئ ريح الخمر.
قال الزجاج في قوله تعالى: وله الجوار المنشآت، وقرئ المنشئات، قال: ومعنى المنشآت: السفن المرفوعة الشرع. قال: والمنشئات: الرافعات الشرع.
وقال الفراء: من قرأ المنشئات فهن اللاتي يقبلن ويدبرن، ويقال المنشئات:
المبتدئات في الجري. قال: والمنشآت أقبل بهن وأدبر. قال الشماخ:
عليها الدجى مستنشآت، كأنها * هوادج، مشدود عليها الجزاجز يعني الزبى المرفوعات. والمنشآت في البحر كالأعلام.
قال: هي السفن التي رفع قلعها، وإذا لم يرفع قلعها، فليست بمنشآت، والله أعلم.
* نصأ: نصأ الدابة والبعير ينصؤها نصأ إذا زجرها.
ونصأ الشئ نصأ، بالهمز رفعه، لغة في نصيت. قال طرفة:
أمون، كألواح الإران، نصأتها * على لاحب، كأنه ظهر برجد * نفأ: النفأ: القطع من النبات المتفرقة هنا وهنا. وقيل: هي رياض مجتمعة تنقطع من معظم الكلإ وتربي عليه. قال الأسود بن يعفر:
جادت سواريه، وآزر نبته * نفأ من الصفراء والزباد فهما نبتان من العشب، واحدته نفأة مثل صبرة وصبر، ونفأة، بالتحريك، على فعل. وقوله: وآزر نبته يقوي أن نفأة ونفأ من باب عشرة وعشر، إذ لو كان مكسرا لاحتال حتى يقول آزرت.
* نكأ: نكأ القرحة ينكؤها نكأ: قشرها قبل أن تبرأ فنديت. قال متمم بن نويرة:
قعيدك أن لا تسمعيني ملامة، * ولا تنكئي قرح الفؤاد، فييجعا