لسان العرب - ابن منظور - ج ١ - الصفحة ١٦٧
تأخر العمر والبقاء. وقرأ أبو عمرو: ما ننسخ من آية أو ننسأها، المعنى:
ما ننسخ لك من اللوح المحفوظ، أو ننسأها: نؤخرها ولا ننزلها. وقال أبو العباس: التأويل أنه نسخها بغيرها وأقر خطها، وهذا عندهم الأكثر والأجود.
ونسأ الشئ نسأ: باعه بتأخير، والاسم النسيئة. تقول: نسأته البيع وأنسأته وبعته بنسأة وبعته بكلأة وبعته بنسيئة أي بأخرة.
والنسئ: شهر كانت العرب تؤخره في الجاهلية، فنهى الله عز وجل، عنه. وقوله، عز وجل: إنما النسئ زيادة في الكفر. قال الفراء:
النسئ المصدر، ويكون المنسوء، مثل قتيل ومقتول، والنسئ، فعيل بمعنى مفعول من قولك نسأت الشئ، فهو منسوء إذا أخرته، ثم يحول منسوء إلى نسئ، كما يحول مقتول إلى قتيل.
ورجل ناسئ وقوم نسأة، مثل فاسق وفسقة، وذلك أن العرب كانوا إذا صدروا عن منى يقوم رجل منهم من كنانة فيقول:
أنا الذي لا أعاب ولا أجاب ولا يرد لي قضاء، فيقولون: صدقت! أنسئنا شهرا أي أخر عنا حرمة المحرم واجعلها في صفر وأحل المحرم، لأنهم كانوا يكرهون أن يتوالى عليهم ثلاثة أشهر حرم، لا يغيرون فيها لأن معاشهم كان من الغارة، فيحل لهم المحرم، فذلك الإنساء. قال أبو منصور: النسئ في قوله، عز وجل: إنما النسئ زيادة في الكفر، بمعنى الإنساء، اسم وضع موضع المصدر الحقيقي من أنسأت . وقد قال بعضهم: نسأت في هذا الموضع بمعنى أنسأت. وقال عمير بن قيس بن جذل الطعان:
ألسنا الناسئين، على معد، * شهور الحل، نجعلها حراما وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: كانت النسأة في كندة.
النسأة، بالضم وسكون السين: النسئ الذي ذكره الله في كتابه من تأخير الشهور بعضها إلى بعض.
وانتسأت عنه: تأخرت وتباعدت. وكذلك الإبل إذا تباعدت في المرعى. ويقال: إن لي عنك لمنتسأ أي منتأى وسعة.
وأنسأه الدين والبيع: أخره به أي جعله مؤخرا، كأنه جعله له بأخرة. واسم ذلك الدين: النسيئة. وفي الحديث: إنما الربا في النسيئة هي البيع إلى أجل معلوم، يريد: أن بيع الربويات بالتأخير من غير تقابض هو الربا، وإن كان بغير زيادة. قال ابن الأثير: وهذا مذهب ابن عباس، كان يرى بيع الربويات متفاضلة مع التقابض جائزا، وأن الربا مخصوص بالنسيئة.
واستنسأه: سأله أن ينسئه دينه. وأنشد ثعلب:
قد استنسأت حقي ربيعة للحيا، * وعند الحيا عار عليك عظيم وإن قضاء المحل أهون ضيعة، * من المخ، في أنقاء كل حليم قال: هذا رجل كان له على رجل بعير طلب منه حقه. قال: فأنظرني حتى أخصب.
فقال: إن أعطيتني اليوم جملا مهزولا كان خيرا لك من أن تعطيه إذا أخصبت إبلك.
وتقول: استنسأته
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الهمزة فصل الهمزة 23
2 فصل الباء الموحدة 25
3 فصل التاء المثناة فوقها 39
4 فصل الثاء المثلثة 40
5 فصل الجيم 41
6 فصل الحاء المهملة 53
7 فصل الخاء المعجمة 62
8 فصل الدال المهملة 69
9 فصل الذال المعجمة 79
10 فصل الراء 81
11 فصل الزاي 90
12 فصل السين المهملة 92
13 فصل الشين المعجمة 99
14 فصل الصاد المهملة 107
15 فصل الضاد المعجمة 110
16 فصل الطاء المهملة 113
17 فصل الظاء المعجمة 116
18 فصل العين المهملة 117
19 فصل الغين المعجمة 119
20 فصل الفاء 119
21 فصل القاف 127
22 فصل الكاف 136
23 فصل اللام 150
24 فصل الميم 154
25 فصل النون 161
26 فصل الهاء 179
27 فصل الواو 189
28 فصل الياء المثناة تحتها 202
29 حرف الباء فصل الهمزة 204
30 فصل الباء الموحدة 221
31 فصل التاء المثناة فوقها 225
32 فصل الثاء المثلثة 234
33 فصل الجيم 248
34 فصل الحاء المهملة 288
35 فصل الخاء المعجمة 341
36 فصل الدال المهملة 368
37 فصل الذال المعجمة 377
38 فصل الراء 398
39 فصل الزاي المعجمة 443
40 فصل السين المهملة 454
41 فصل الشين المعجمة 479
42 فصل الصاد المهملة 514
43 فصل الضاد المعجمة 538
44 فصل الطاء المهملة 553
45 فصل الظاء المعجمة 568
46 فصل العين المهملة 572
47 فصل الغين المعجمة 634
48 فصل الفاء 657
49 فصل القاف 657
50 فصل الكاف 694
51 فصل اللام 729
52 فصل الميم 747
53 فصل النون 747
54 فصل الهاء 778
55 فصل الواو 791
56 فصل الياء المثناة تحتها 805