وبإبدال الياء الآخرة ألفا وهي هذه، والباء الأولى في بأبي أنت وأمي متعلقة بمحذوف، قيل هو اسم فيكون ما بعده مرفوعا تقديره: أنت مفدى بأبي أنت وأمي. وقيل هو فعل وما بعده منصوب: أي فديتك بأبي وأمي، وحذف هذا المقدر تخفيفا لكثرة الاستعمال وعلم المخاطب به.
(س) وفي حديث رقيقة (هنيئا لك أبا البطحاء) أنما سموه أبا البطحاء لأنهم شرفوا به وعظموا بدعائه وهدايته، كما يقال للمطعام أبو الأضياف.
وفي حديث وائل بن حجر (من محمد رسول الله إلى المهاجر بن أبو أمية) حقه أن يقول ابن أبي أمية، ولكنه لاشتهاره بالكنية ولم يكن له اسم معروف غيره لم يجر، كما قيل على ابن أبو طالب.
وفي حديث عائشة قالت حفصة (وكانت بنت أبيها) أي إنها شبيهة به في قوة النفس وحدة الخلق والمبادرة إلى الأشياء.
(س) وفي الحديث (كلكم في الجنة إلا من أبى وشرد) أي إلا من ترك طاعة الله التي يستوجب بها الجنة، لأن من ترك التسبب إلى شئ لا يجد بغيره فقد أباه. والإباء أشد الامتناع.
وفي حديث أبي هريرة (ينزل المهدي فيبقى في الأرض أربعين فقيل أربعين سنة؟ فقال أبيت. فقيل شهرا؟ فقال أبيت. فقيل يوما؟ فقال أبيت): أي أبيت أن تعرفه فإنه غيب لم يرد الخبر ببيانه، وإن روي أبيت بالرفع فمعناه أبيت أن أقول في الخبر ما لم أسمعه. وقد جاء عنه مثله في حديث العدوي والطيرة.
وفي حديث ابن ذي يزن (قال له عبد المطلب لما دخل عليه: أبيت اللعن) كان هذا من تحايا الملوك في الجاهلية والدعاء لهم، ومعناه أبيت أن تفعل فعلا تلعن بسبه وتذم.
وفيه ذكر (أبا): هي بفتح الهمزة وتشديد الباء: بئر من بئار بني قريظة وأموالهم يقال لها بئر أبا، نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أتى بني قريظة.
وفيه ذكر (الأبواء) هو بفتح الهمزة وسكون الباء والمد: جبل بين مكة والمدينة، وعنده بلد ينسب إليه.
أبين * فيه (من كذا وكذا إلى عدن أبين) أبين - بوزن أحمر -: قرية على جانب البحر ناحية اليمن. وقيل هو اسم مدينة عدن.