نقد كتاب حياة محمد (ص) - السيد عبد الحسين نور الدين العاملي - الصفحة ١٠١
ولو فرض عجز رسول الله (ص) عن ذلك، أما كان في المسلمين من يتبرع لمعاوية بإعارته نعله وهو ساع في مصالحهم؟!
وهل يجيز العقل وقوع مثل هذا الحادث من رسول (ص) والمسلمون في إبان سلطانهم؟!
وطريف قول الدكتور: (وأبى وائل أن يردفه أو أن يعطيه نعله يتقي به حمارة القيظ، مكتفيا بأن يدعه يسير في ظل بعيره)!!
هل يمكن أن يسير الرجل في ظل البعير عند ارتفاع النهار؟!!
وهبه التصق بالبعير في سيره، فذلك لا يقيه حمارة القيظ! فهل ظن الدكتور أن مرور ظل البعير على الرمل يطفئ حرها؟!
وأطرف من هذا قوله: (وقبل معاوية ذلك حرصا على إسلام وائل وقومه)! يعني أن معاوية كان له الحق في أن يغصب وائل نعليه، وأن يكرهه على إردافه، لكنه خشي إن فعل ذلك أن يرتد وائل وعشيرته عن الإسلام، فحفظ باحتماله هذا المكروه إسلام وائل وعشيرته!!
إذن أي رجل يكون معاوية في حفظ الاسلام ونشره؟!!
ما كنت أحسب أن تفكير العظماء ربما بلغ إلى هذه الغاية!
وإنك لتعجب لحرص الدكتور على إثبات هذه الفضيلة إذا رأيته فرغ من ذكر الوفود ومنهم كندة قوم وائل، وفرغ من حجة الوداع، ثم عاد فذكر وفد كندة بعد مقدمة تقرب من صحيفة تتناسب مع إفراد هذا الوفد بالذكر، وكأنه بعد أن فرغ من كتابة الوفود وحجة الوداع، عثر على هذه الفضيلة لمعاوية!
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 » »»
الفهرست