نقد كتاب حياة محمد (ص) - السيد عبد الحسين نور الدين العاملي - الصفحة ٩٧
نبيه (ص) أن يدعو عليا من بين كافة الصحابة ليباهل به وجعله نفسه في المنزلة، والعباس أكبر بني هاشم سنا إلى جنبه لم يعرض له.
وأن يدعو الحسن والحسين من بين كافة غلمان بني هاشم للمباهلة، وهذا عبد الله بن عباس لم يأبه له!!
فأي فضل بعد هذا للعباس وبنيه، ليتعلق به المنصور ويساجل أبناء علي عليه السلام، ويحتج به عند شيعته ومواليه.
وهل ذكر هذه الحادثة من فضل علي عليه السلام في هذه السيرة التي سيقرؤها الوجوه والقواد من شيعة بني العباس قبل غيرهم، إلا كدعوة لآل علي عليه السلام؟!
وأي قتلة يقتلها ابن إسحاق لو فعل ذلك؟!
فلا محيص له إذن عن حذف كل ما فيه خطر على حياته من فضل علي وولده عليهم السلام، وإثبات كل ما يبعده عن التشيع من فضل الصحابة وأولياء الأمور منهم.
وكم فتن بهذه السيرة أناس، فإنها أول كتاب ألف في السيرة النبوية! سيما المنحرفون عن أهل البيت عليهم السلام، فقد راحوا يعتمدونها ويحتجون بها! لكن الصيارفة من علماء الحديث والرجال عرفوا ما اشتملت عليه من الأحاديث الزائفة المقطوعة، ونبهوا على ضعفها وعدم الوثوق بكل ما ورد فيها، وقد تلونا عليك شيئا من ذلك.
إن التمحيص كما يعلمه العلماء عند اختلاف الحوادث، يكون بالعرض على كتاب الله، فما وافقه قبل وما خالفه رد. فإن لم يكن
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 » »»
الفهرست