مرة أخرى، وساق المجتمع الإسلامي إلى هاوية الدمار (1).
ويا عجبا! فإن التدقيق في حوار الرجلين يدل على أن أبا موسى كان غير مطلع على موضوع التحكيم، ولم يعلم في الحقيقة كنه ما يريد أن يحكم فيه.
لجأ أبو موسى بعد ذلك إلى مكة (2). وعندما ملك معاوية كان يتردد عليه، وكان معاوية يحتفي به (3).
وكان أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يدعو في صلاته على أبي موسى، ومعاوية، وابن العاص (4). ويدل التدبر في حياة أبي موسى الأشعري وإنعام النظر فيما ذكرناه أنه كان ذا " جمود فكري " من جهة، و " خمود سلوكي " من جهة أخرى.
فلا هو من أولي الفكر الحركي الفعال، ولا هو من أصحاب السعي اللائق المحمود.
لقد كان رجلا ظاهر التنسك دون الاهتداء بما عليه العقل.
مات أبو موسى سنة 42 ه (5) وهو ابن ثلاث وستين سنة (6).