موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ١٢ - الصفحة ٤٣
مرة أخرى، وساق المجتمع الإسلامي إلى هاوية الدمار (1).
ويا عجبا! فإن التدقيق في حوار الرجلين يدل على أن أبا موسى كان غير مطلع على موضوع التحكيم، ولم يعلم في الحقيقة كنه ما يريد أن يحكم فيه.
لجأ أبو موسى بعد ذلك إلى مكة (2). وعندما ملك معاوية كان يتردد عليه، وكان معاوية يحتفي به (3).
وكان أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يدعو في صلاته على أبي موسى، ومعاوية، وابن العاص (4). ويدل التدبر في حياة أبي موسى الأشعري وإنعام النظر فيما ذكرناه أنه كان ذا " جمود فكري " من جهة، و " خمود سلوكي " من جهة أخرى.
فلا هو من أولي الفكر الحركي الفعال، ولا هو من أصحاب السعي اللائق المحمود.
لقد كان رجلا ظاهر التنسك دون الاهتداء بما عليه العقل.
مات أبو موسى سنة 42 ه‍ (5) وهو ابن ثلاث وستين سنة (6).

(١) وقعة صفين: ٥٤٦؛ مروج الذهب: ٢ / ٤١٠، تاريخ الطبري: ٥ / ٧١، الكامل في التاريخ:
٢
/ ٣٩٦، تاريخ الإسلام للذهبي: ٣ / ٥٤٩. راجع: القسم السادس / وقعة صفين / خيمة التحكيم.
(٢) وقعة صفين: ٥٤٦؛ مروج الذهب: ٢ / ٤١٠، تاريخ الطبري: ٥ / ٧١، الكامل في التاريخ: ٢ / ٣٩٧.
(٣) الغارات: ٢ / ٦٥٦؛ تهذيب الكمال: ١٥ / ٤٤٨ / ٣٤٩١، تاريخ دمشق: ٣٢ / ١٥ وفيهما " قدم دمشق على معاوية ".
(٤) وقعة صفين: ٥٥٢؛ شرح نهج البلاغة: ١٣ / ٣١٥.
(٥) الطبقات الكبرى: ٦ / ١٦، تهذيب الكمال: ١٥ / ٤٥٢ / ٣٤٩١، سير أعلام النبلاء: ٢ / ٣٨٢ / ٨٢، وفي وفاته أقوال أخر: " مات سنة ٥٠ أو ٥١ ه‍ " كما في الطبقات لخليفة بن خياط: ١٢٦ / ٤٥٨، وقيل " مات سنة ٥٢ ه‍ " كما في المستدرك على الصحيحين: ٣ / ٥٢٦ / ٥٩٥٦ والطبقات الكبرى:
٤
/ ١١٦ وسير أعلام النبلاء: ٢ / ٣٩٧ / ٨٢.
(٦) المستدرك على الصحيحين: ٣ / ٥٢٦ / ٥٩٥٦، تهذيب الكمال: ١٥ / ٤٥٢ / ٣٤٩١، الإصابة: ٤ / 183 / 4916.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»
الفهرست