وكان أبو موسى يثبط الناس عن نصرة الإمام (عليه السلام) في فتنة أصحاب الجمل، فعزله الإمام (1)، وأخرجه مالك الأشتر من الكوفة (2).
اعتزل أبو موسى القتال في صفين (3) وانضم إلى القاعدين. ولكن عندما فرض التحكيم على الإمام (عليه السلام)، فرض أبو موسى عليه أيضا حكما بإصرار الأشعث بن قيس والخزرج وبلبلتهم (4).
وكان الإمام (عليه السلام) يعلم أن أبا موسى سيضيع الحق بمكيدة عمرو بن العاص، وكذلك كان يعتقد أصحابه الأجلاء كمالك الأشتر، وابن عباس، والأحنف بن قيس (5). وفي آخر المطاف انخدع أبو موسى بمكيدة ابن العاص، وعجز عن استخلاف عبد الله بن عمر، الذي كان صهره (6)، وكان يطمع فيها (7).
لقد وهم أبو موسى أنه عزل عليا (عليه السلام) ومعاوية. واستغل ابن العاص الفرصة، وكاد فأبقى معاوية. وعبر أبو موسى بحماقته هذه عن دوره المخزي في التاريخ