له محبة في قلوب المصريين، حتى أن الثائرين على عثمان طلبوا من عثمان عزل عبد الله بن أبي سرح ونصبه بدله، وحين قام عثمان بذلك سافر المصريون إلى بلادهم. ولهذا كان من الطبيعي أن يميل المصريون إلى حكومة محمد بن أبي بكر حين ولي أمير المؤمنين (عليه السلام) الخلافة أيضا.
3 - عزل قيس بن سعد في منتصف سنة (36 ه) عن ولاية مصر، وولي محمد بن أبي بكر مكانه، فكان مجموع ولايته على مصر ثمانية أشهر.
وأما محمد بن أبي بكر فقد استمرت حكومته إلى آخر العام (37 ه) وقد حكمها تلك المدة باقتدار تام، ولم تحصل أي فتنة أو ثورة.
4 - بعد التحكيم وما أعقبه من تشتت جيش الإمام واشتداد شوكة معاوية وأصحابه، تغيرت الأوضاع، ومن جملة ذلك أوضاع مصر؛ حيث اعترض العثمانيون في مصر بعد سباتهم وهدوئهم قبل ذلك. وهجم جيش الشام بقيادة عمرو بن العاص على مصر - التي كان يراها حقه وحصته من صفقة الصلح مع معاوية - وقد استطاع بمؤازرة العثمانيين القاطنين في مصر كسر جيش محمد بن أبي بكر، ولم تكن الأوضاع مؤاتية للإمام كي يستطيع إرسال الإمدادت العسكرية لإسناد محمد بن أبي بكر، كما لم تكن قوات محمد بن أبي بكر بذلك العدد الذي يستطيع مقاومة جيش الشام.
5 - اتضح مما سبق أن اختيار محمد بن أبي بكر ونصبه واليا على مصر اختيار صائب تماما في ذلك الظرف، كما أنه على وفق القواعد السياسية. وتبين أن مدة حكومته على مصر تعادل حكومة قيس بن سعد بمرتين، وأن انكسار محمد بن أبي بكر ناشئ من عوامل ومؤثرات خارجة عن اختياره.
6 - إن سياسة قيس بن سعد وإن حافظت على هدوء مصر لكنها كانت محطا