انكمش بنا إلى عدونا ولا تعرد (1)، فوالله لجهادهم أحب إلي من جهاد الترك والروم؛ لإدهانهم في دين الله، واستذلالهم أولياء الله من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان.
إذا غضبوا على رجل حبسوه أو ضربوه أو حرموه أو سيروه، وفيئنا لهم في أنفسهم حلال، ونحن لهم - فيما يزعمون - قطين (2) (3).
6679 - تاريخ اليعقوبي: أتاه [معاوية] قيس بن سعد بن عبادة فقال: بايع قيس!
قال: إن كنت لأكره مثل هذا اليوم، يا معاوية.
فقال له: مه، رحمك الله! فقال: لقد حرصت أن أفرق بين روحك وجسدك قبل ذلك، فأبى الله، يا بن أبي سفيان، إلا ما أحب. قال: فلا يرد أمر الله.
قال: فأقبل قيس على الناس بوجهه، فقال: يا معشر الناس، لقد اعتضتم الشر من الخير، واستبدلتم الذل من العز، والكفر من الإيمان، فأصبحتم بعد ولاية أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وابن عم رسول رب العالمين، وقد وليكم الطليق ابن الطليق يسومكم الخسف، ويسير فيكم بالعسف، فكيف تجهل ذلك أنفسكم، أم طبع الله على قلوبكم، وأنتم لا تعقلون؟
فجثا معاوية على ركبتيه، ثم أخذ بيده وقال: أقسمت عليك! ثم صفق على كفه، ونادى الناس: بايع قيس!
فقال: كذبتم، والله، ما بايعت (4).