من يمنعها، ولا يرد الجيش عنها - لرأي شعاع (1)! فقد صرت جسرا لمن أراد الغارة من أعدائك على أوليائك، غير شديد المنكب، ولا مهيب الجانب، ولا ساد ثغرة، ولا كاسر لعدو شوكة، ولا مغن عن أهل مصره، ولا مجز عن أميره! (2) 6682 - الإرشاد عن المغيرة: لما ولي الحجاج طلب كميل بن زياد، فهرب منه، فحرم قومه عطاءهم، فلما رأى كميل ذلك قال: أنا شيخ كبير قد نفد عمري؛ لا ينبغي أن أحرم قومي عطياتهم، فخرج فدفع بيده إلى الحجاج، فلما رآه قال له: لقد كنت أحب أن أجد عليك سبيلا!
فقال له كميل: لا تصرف (3) علي أنيابك، ولا تهدم (4) علي، فوالله ما بقي من عمري إلا مثل كواسل (5) الغبار، فاقض ما أنت قاض، فإن الموعد الله، وبعد القتل الحساب، ولقد خبرني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنك قاتلي.
فقال له الحجاج: الحجة عليك إذا!
فقال كميل: ذاك إن كان القضاء إليك!
قال: بلى، قد كنت فيمن قتل عثمان بن عفان! اضربوا عنقه. فضربت عنقه (6).