موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ١٢ - الصفحة ٢٧٤
من يمنعها، ولا يرد الجيش عنها - لرأي شعاع (1)! فقد صرت جسرا لمن أراد الغارة من أعدائك على أوليائك، غير شديد المنكب، ولا مهيب الجانب، ولا ساد ثغرة، ولا كاسر لعدو شوكة، ولا مغن عن أهل مصره، ولا مجز عن أميره! (2) 6682 - الإرشاد عن المغيرة: لما ولي الحجاج طلب كميل بن زياد، فهرب منه، فحرم قومه عطاءهم، فلما رأى كميل ذلك قال: أنا شيخ كبير قد نفد عمري؛ لا ينبغي أن أحرم قومي عطياتهم، فخرج فدفع بيده إلى الحجاج، فلما رآه قال له: لقد كنت أحب أن أجد عليك سبيلا!
فقال له كميل: لا تصرف (3) علي أنيابك، ولا تهدم (4) علي، فوالله ما بقي من عمري إلا مثل كواسل (5) الغبار، فاقض ما أنت قاض، فإن الموعد الله، وبعد القتل الحساب، ولقد خبرني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنك قاتلي.
فقال له الحجاج: الحجة عليك إذا!
فقال كميل: ذاك إن كان القضاء إليك!
قال: بلى، قد كنت فيمن قتل عثمان بن عفان! اضربوا عنقه. فضربت عنقه (6).

(١) أي متفرق (النهاية: ٢ / ٤٨١).
(٢) نهج البلاغة: الكتاب ٦١ وراجع أنساب الأشراف: ٣ / ٢٣١.
(٣) الصريف: صوت الأنياب. وصرف نابه وبنابه: حرقه [: حكه] فسمعت له صوتا (لسان العرب: ٩ / ١٩١).
(٤) من المجاز: تهدم عليه غضبا؛ إذا توعده. وفي الصحاح: اشتد غضبه (تاج العروس: ١٧ / ٧٤٤).
(٥) كأنها بقايا الغبار التي كسلت عن أوائله.
(٦) الإرشاد: ١ / ٣٢٧؛ الإصابة: ٥ / ٤٨٦ / ٧٥١٦ نحوه وراجع تاريخ الطبري: ٤ / 404 وتاريخ دمشق: 50 / 256.
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»
الفهرست