الناس عليه، وقالوا: يا أعرابي! أ ما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب؟
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): دعوه؛ فإن الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم، ثم قال: يا أعرابي! إن القول في أن الله واحد على أربعة أقسام:
فوجهان منها لا يجوزان على الله عزوجل، ووجهان يثبتان فيه. فأما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل: واحد، يقصد به باب الأعداد، فهذا ما لا يجوز؛ لأن ما لا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد، أما ترى أنه كفر من قال: إنه ثالث ثلاثة؟ وقول القائل: هو واحد من الناس، يريد به النوع من الجنس، فهذا ما لا يجوز عليه؛ لأنه تشبيه، وجل ربنا وتعالى عن ذلك.
وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل: هو واحد ليس له في الأشياء شبه كذلك ربنا، وقول القائل: إنه عز وجل أحدي المعنى، يعني به أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم كذلك ربنا عزوجل (1).
5122 - الإمام علي (عليه السلام): ما وحده من كيفه، ولا حقيقته أصاب من مثله، ولا إياه عنى من شبهه (2).
5123 - عنه (عليه السلام): التوحيد ألا تتوهمه (3).
5124 - عنه (عليه السلام): دليله آياته، ووجوده إثباته، ومعرفته توحيده، وتوحيده تمييزه من خلقه، وحكم التمييز بينونة صفة لا بينونة عزلة، إنه رب خالق غير مربوب