الولاية عليكم سفهاؤكم، والأشرار الأراذل منكم؟!
فاسمعوا قولي - هداكم الله - إذا قلت، وأطيعوا أمري إذا أمرت! فوالله لئن أطعتموني لا تغوون، وإن عصيتموني لا ترشدون، خذوا للحرب أهبتها، وأعدوا لها عدتها، وأجمعوا إليها فقد شبت وأوقدت نارها وعلا شنارها (١) وتجرد لكم فيها الفاسقون كي يعذبوا عباد الله، ويطفئوا نور الله.
ألا إنه ليس أولياء الشيطان من أهل الطمع والجفاء والكبر بأولى بالجد في غيهم وضلالهم وباطلهم من أولياء الله، من أهل البر والزهادة والإخبات في حقهم وطاعة ربهم ومناصحة إمامهم.
إني والله، لو لقيتهم فردا وهم ملء الأرض ما باليت ولا استوحشت، وإني من ضلالتهم التي هم فيها والهدى الذي نحن عليه لعلى ثقة وبينة ويقين وصبر، وإني إلى لقاء ربي لمشتاق، ولحسن ثواب ربي لمنتظر، ولكن أسفا يعتريني، وحزنا يخامرني من أن يلي أمر هذه الأمة سفهاؤها وفجارها فيتخذوا مال الله دولا، وعباد الله خولا (٢) والصالحين حربا والفاسقين حزبا، وأيم الله، لولا ذلك ما أكثرت تأنيبكم وتأليبكم وتحريضكم، ولتركتكم إذ ونيتم وأبيتم حتى ألقاهم بنفسي متى حم (٣) لي لقاؤهم!
فوالله، إني لعلى الحق، وإني للشهادة لمحب، ف ﴿انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذالكم خير لكم إن كنتم تعلمون﴾ (4) ولا تثاقلوا إلى