موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ٧ - الصفحة ٢٠٠
حتى أدنف (1)، وخفنا عليه، ثم إنه برأ ونقه، فقلنا: هنيئا لك أبا الحسن، الحمد لله الذي عافاك، قد كنا نخاف عليك. قال: لكني لم أخف على نفسي، أخبرني الصادق المصدوق أني لا أموت حتى أضرب على هذه - وأشار إلى مقدم رأسه الأيسر - فتخضب هذه منها بدم - وأخذ بلحيته - وقال لي: يقتلك أشقى هذه الأمة، كما عقر ناقة الله أشقى بني فلان من ثمود (2).
2890 - الإصابة: عبد الرحمن بن ملجم المرادي أدرك الجاهلية وهاجر في خلافة عمر وقرأ على معاذ بن جبل، ذكر ذلك أبو سعيد بن يونس، ثم صار من كبار الخوارج، وهو أشقى هذه الأمة بالنص الثابت عن النبي (صلى الله عليه وآله) بقتل علي بن أبي طالب (3).
1 / 6 قاتله أشقى الناس 2891 - مسند ابن حنبل عن عمار بن ياسر: كنت أنا وعلي رفيقين في غزوة ذات العشيرة، فلما نزلها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأقام بها رأينا ناسا من بني مدلج يعملون في عين لهم في نخل فقال لي علي: يا أبا اليقظان، هل لك أن نأتي هؤلاء فننظر كيف يعملون؟. فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة ثم غشينا النوم فانطلقت أنا وعلي فاضطجعنا في صور (4) من النخل في دقعاء (5) من التراب فنمنا، فوالله ما أهبنا إلا

(١) دنف المريض: أي ثقل، وأدنف مثله (لسان العرب: ٩ / ١٠٧).
(٢) مسند أبي يعلى: ١ / ٢٨٦ / ٥٦٥، تاريخ دمشق: ٤٢ / ٥٤٢.
(٣) الإصابة: ٥ / ٨٥ / ٦٣٩٦.
(٤) الصور: الجماعة من النخل، ولا واحد له من لفظه (النهاية: ٣ / ٥٩).
(٥) الدقعاء: عامة التراب، وقيل: التراب الدقيق على وجه الأرض (لسان العرب: ٨ / 89).
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 203 204 205 206 ... » »»
الفهرست