الفصل الثالث التآمر في اغتيال الإمام 2918 - الإرشاد عن أبي مخنف لوط بن يحيى وإسماعيل بن راشد وأبي هشام الرفاعي وأبي عمرو الثقفي وغيرهم: إن نفرا من الخوارج اجتمعوا بمكة، فتذاكروا الأمراء، فعابوهم وعابوا أعمالهم عليهم، وذكروا أهل النهروان وترحموا عليهم، فقال بعضهم لبعض: لو أنا شرينا أنفسنا لله، فأتينا أئمة الضلال، فطلبنا غرتهم (1)، فأرحنا منهم العباد والبلاد، وثأرنا بإخواننا للشهداء بالنهروان.
فتعاهدوا عند انقضاء الحج على ذلك، فقال عبد الرحمن بن ملجم: أنا أكفيكم عليا، وقال البرك بن عبد الله التميمي: أنا أكفيكم معاوية، وقال عمرو بن بكر التميمي: أنا أكفيكم عمرو بن العاص، وتعاقدوا على ذلك، وتوافقوا عليه وعلى الوفاء، واتعدوا لشهر رمضان في ليلة تسع عشرة، ثم تفرقوا (2).