٤ / ٢ طارق بن عبد الله ٢٧٨٣ - الغارات عن أبي الزناد: لما حد علي (عليه السلام) النجاشي غضب لذلك من كان مع علي من اليمانية، وكان أخصهم به طارق بن عبد الله بن كعب بن أسامة النهدي، فدخل على أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين! ما كنا نرى أن أهل المعصية والطاعة، وأهل الفرقة والجماعة، عند ولاة العدل ومعادن الفضل سيان في الجزاء، حتى رأيت ما كان من صنيعك بأخي الحارث، فأوغرت صدورنا، وشتت أمورنا، وحملتنا على الجادة التي كنا نرى أن سبيل من ركبها النار.
فقال علي (عليه السلام): ﴿إنها لكبيرة إلا على الخاشعين﴾ (١) يا أخا بني نهد، وهل هو إلا رجل من المسلمين انتهك حرمة من حرم الله، فأقمنا عليه حدا كان كفارته! إن الله تعالى يقول: ﴿ولا يجرمنكم شنان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى﴾ (2).
قال: فخرج طارق من عند علي وهو مظهر بعذره قابل له، فلقيه الأشتر النخعي؛ فقال له: يا طارق أنت القائل لأمير المؤمنين: إنك أوغرت صدورنا وشتت أمورنا؟ قال طارق: نعم أنا قائلها. قال له الأشتر: والله ما ذاك كما قلت، وإن صدورنا له لسامعة، وإن أمورنا له لجامعة.
قال: فغضب طارق وقال: ستعلم يا أشتر أنه غير ما قلت! فلما جنه الليل همس (3) هو والنجاشي إلى معاوية (4).