بعض الأيام قد فتحت الخزانة إذ سمعت ضجة عظيمة، فظننت أنه قد جاء للعلويين بر من بغداد أو قد قتل في المشهد قتيل، فخرجت ألتمس الخبر، فقيل لي: هاهنا أعمى قد رد بصره، فرجوت أن يكون ذلك الأعمى، فلما وصلت إلى الحضرة الشريفة وجدته ذلك الأعمى بعينه، وعيناه كأحسن ما تكون، فشكرت الله تعالى على ذلك. وزاد والدي على هذه الرواية أنه كان يقول له من جملة كلامه كخطاب الأحياء: وكيف يليق أن أجيء وأمشي فيشتفي من لا يحب (1).
7 / 3 - 3 كرامة له في حق رجل نصراني 3053 - إرشاد القلوب عن علي بن يحيى بن حسين الطحال المقدادي: أخبرني أبي، عن أبيه، عن جده، أنه أتاه رجل مليح الصورة، نقي الأثواب دفع إليه دينارين وقال لي: أغلق علي باب القبة وذرني وحدي أعبد الله، فأخذهما منه وأغلق الباب، فنام فرأى أمير المؤمنين (عليه السلام) في منامه وهو يقول: اقعد أخرجه عني؛ فإنه نصراني، فنهض علي بن طحال وأخذ حبلا فوضعه في عنق الرجل وقال له: اخرج، تخدعني بالدينارين وأنت نصراني؟! فقال له: لست بنصراني.
قال: بلى إن أمير المؤمنين (عليه السلام) أتاني في المنام وأخبرني أنك نصراني وقال:
أخرجه عني، فقال: أمدد يدك، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأن عليا أمير المؤمنين خليفة الله، والله ما علم أحد بخروجي من الشام، ولا عرفني أحد من العراق، ثم حسن إسلامه (2).