وكلما ازداد أهل الشام قوة ضعف جأش (1) أهل العراق، هذا وأميرهم علي بن أبي طالب خير أهل الأرض في ذلك الزمان، أعبدهم وأزهدهم، وأعلمهم وأخشاهم لله عز وجل، ومع هذا كله خذلوه وتخلوا عنه، حتى كره الحياة وتمنى الموت، وذلك لكثرة الفتن وظهور المحن، فكان يكثر أن يقول: ما يحبس أشقاها؟ أي ما ينتظر؟ ما له لا يقتل؟ ثم يقول: والله لتخضبن هذه - ويشير إلى لحيته - من هذه - ويشير إلى هامته - (2).
2 / 3 لتخضبن هذه من هذه 2905 - الطبقات الكبرى عن أم جعفر سرية علي (عليه السلام): إني لأصب على يديه الماء إذ رفع رأسه، فأخذ بلحيته فرفعها إلى أنفه، فقال: واها لك، لتخضبن بدم!
قالت: فأصيب يوم الجمعة (3).
2906 - مسند ابن حنبل عن عبد الله بن سبع: خطبنا علي (رضي الله عنه) فقال:
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لتخضبن هذه من هذه. قال: قال الناس:
فأعلمنا من هو؟ والله لنبيرن (4) عترته! قال: أنشدكم بالله أن يقتل غير قاتلي (5).