بالله، كنت للدين يعسوبا أولا حين تفرق الناس، وآخرا حين فشلوا، كنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا، فحملت أثقال ما عنه ضعفوا، وحفظت ما أضاعوا، ورعيت ما أهملوا، وشمرت إذ جنبوا، وعلوت إذ هلعوا، وصبرت إذ جزعوا، كنت على الكافرين عذابا صبا وغلظة وغيظا، وللمؤمنين عينا وحصنا وعلما، لم تفلل (1) حجتك، ولم يرتب قلبك، ولم تضعف بصيرتك، ولم تجبن نفسك، وكنت كالجبل لا تحركه العواصف، ولا تزيله القواصف (2)، وكنت - كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) - قويا في أمر الله، وضيعا في نفسك، عظيما عند الله، كبيرا في الأرض جليلا في السماء، لم يكن لأحد فيك مهمز، ولا لقائل فيك مغمز، ولا لأحد عندك هوادة، الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ له بحقه، والقوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق، والقريب والبعيد عندك في ذلك سواء شأنك الحق والصدق والرفق، وقولك حكم وحتم، وأمرك حكم وحزم، ورأيك علم وعزم، اعتدل بك الدين، وسهل بك العسير، وأطفئت بك النيران، وقوي بك الإسلام والمؤمنون، وسبقت سبقا بعيدا، وأتعبت من بعدك تعبا شديدا، فعظمت رزيتك في السماء، وهدت مصيبتك الأنام، فإنا لله وإنا إليه راجعون...
اللهم العن قتلة أمير المؤمنين، اللهم العن قتلة الحسن والحسين اللهم عذبهم عذابا لا تعذبه أحدا من العالمين وضاعف عليهم عذابك بما شاقوا ولاة أمرك، وعذبهم عذابا لم تحله بأحد من خلقك. اللهم أدخل على قتلة رسولك، وأولاد رسولك، وعلى قتلة أمير المؤمنين، وقتلة أنصاره، وقتلة الحسن والحسين