فقام جارية بن قدامة، فقال: أنا أكفيكهم يا أمير المؤمنين، فقال: أنت لعمري لميمون النقيبة، حسن النية، صالح العشيرة. وندب معه ألفين، وقال بعضهم:
ألفا.
وأمره أن يأتي البصرة فيضم إليه مثلهم، فشخص جارية وخرج معه يشيعه، فلما ودعه قال: اتق الله الذي إليه تصير، ولا تحتقر مسلما ولا معاهدا، ولا تغصبن مالا ولا ولدا ولا دابة وإن حفيت وترجلت، وصل الصلاة لوقتها.
فقدم جارية البصرة فضم إليه مثل الذي معه ثم أخذ طريق الحجاز حتى قدم اليمن، لم يغصب أحدا، ولم يقتل أحدا إلا قوما ارتدوا باليمن، فقتلهم وحرقهم، وسأل عن طريق بسر، فقالوا: أخذ على بلاد بني تميم، فقال: أخذ في ديار قوم يمنعون أنفسهم، فانصرف جارية فأقام بجرش (1) (2).
2866 - الغارات عن أبي وداك الشاذي: قدم زرارة بن قيس الشاذي فخبر عليا (عليه السلام) بالعدة التي خرج فيها بسر، فصعد المنبر فحمد الله وأثني عليه، ثم قال:
أما بعد؛ أيها الناس! فإن أول فرقتكم وبدء نقصكم ذهاب أولي النهى وأهل الرأي منكم، الذين كانوا يلقون فيصدقون، ويقولون فيعدلون، ويدعون فيجيبون، وأنا والله قد دعوتكم عودا وبدءا وسرا وجهارا، وفي الليل والنهار والغدو والآصال، فما يزيدكم دعائي إلا فرارا وإدبارا، أما تنفعكم العظة والدعاء إلى الهدى والحكمة، وإني لعالم بما يصلحكم ويقيم أودكم، ولكني والله لا