استحكم الأدب فوض الأمر إليه، فقال: ﴿وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾ (1) إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أدب عليا بتلك الآداب التي أدبه بها، فلما استحكم الآداب كلها فوض الأمر إليه، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه (2).
875 - معاني الأخبار عن أبي إسحاق: قلت لعلي بن الحسين (عليهما السلام): ما معنى قول النبي (صلى الله عليه وآله): من كنت مولاه فعلي مولاه؟ قال: أخبرهم أنه الإمام بعده (3).
876 - معاني الأخبار عن أبان بن تغلب: سألت أبا جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) عن قول النبي (صلى الله عليه وآله): من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال: يا أبا سعيد، تسأل عن مثل هذا؟! علمهم أنه يقوم فيهم مقامه (4).
877 - الإمام الصادق عن أبيه (عليهما السلام): إن رجلا سأله فقال: يا بن رسول الله، بماذا فضل علي صلوات الله عليه على الناس؟ فقال: يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.
فقال الرجل: فهذا حديث معروف عند الناس يعرفه الخاص والعام، فهل غير ذلك؟
فقال له أبو جعفر (عليه السلام): ويحك! وهل تدري ما يجمعه هذا القول، وما يقتضيه؟!
إن الله عزوجل جعل له به على الأمة ما جعله لرسول الله (صلى الله عليه وآله) عليها من السمع والطاعة (5).