موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ٢ - الصفحة ١٠٨
الصحراء فتبعه ناس من أصحابه، وأخذ ناس على شاطئ الماء. قال: فكنت ممن أخذ مع علي حتى توسط الصحراء، فقال الناس: يا أمير المؤمنين، إنا نخاف العطش.
فقال: إن الله سيسقيكم. قال: وراهب قريب منا.
قال: فجاء علي إلى مكان فقال: احفروا هاهنا، قال: فحفرنا، قال: وكنت فيمن حفر، حتى نزلنا - يعني عرض لنا حجر - قال: فقال علي: ارفعوا هذا الحجر، قال: فأعانونا عليه حتى رفعناه، فإذا عين باردة طيبة، قال: فشربنا ثم سرنا ميلا أو نحو ذلك، قال: فعطشنا، قال: فقال بعض القوم: لو رجعنا فشربنا، قال: فرجع ناس وكنت فيمن رجع، قال: فالتمسناها فلم نقدر عليها، قال:
فأتينا الراهب فقلنا: أين العين التي هاهنا؟ قال: أية عين؟ قال: التي شربنا منها واستقينا، والتمسناها فلم نقدر عليها، فقال الراهب: لا يستخرجها إلا نبي أو وصي (1).
365 - من لا يحضره الفقيه عن جابر بن عبد الله الأنصاري: صلى بنا علي (عليه السلام) ببراثا (2) بعد رجوعه من قتال الشراة (3) ونحن زهاء مائة ألف رجل، فنزل نصراني من صومعته فقال: من عميد هذا الجيش؟ فقلنا: هذا، فأقبل إليه فسلم عليه فقال: يا سيدي أنت نبي؟ فقال: لا، النبي سيدي قد مات، قال: فأنت وصي

(١) تاريخ بغداد: ١٢ / ٣٠٥ / ٦٧٥٠ وراجع الفتوح: ٢ / ٥٥٥.
(٢) براثا: محلة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ، وكانت قبل بناء بغداد قرية يزعمون أن عليا مر بها لما خرج لقتال الحرورية بالنهروان، وصلى في مسجدها (معجم البلدان: ١ / ٣٦٢).
(٣) هم الخوارج الذين خرجوا عن طاعة الإمام وإنما لزمهم هذا اللقب، لأنهم زعموا أنهم شروا دنياهم بالآخرة - أي باعوها - أو شروا أنفسهم بالجنة (مجمع البحرين: ٢ / 950).
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست