أفتغصب نفسك اغتصابا؟ فذلك أقرح لقلبي وأشد على نفسي ولطمت وجهها وأهوت إلى جيبها وشقته، وخرت مغشيا عليها.
فقام إليها الحسين عليه السلام فصب على وجهها الماء، وقال لها: يا أخية اتقي الله وتعزي بعزاء الله واعلمي أن أهل الأرض يموتون، وأن أهل السماء لا يبقون وأن كل شئ هالك إلا وجه الله الذي خلق الأرض بقدرته ، ويبعث الخلق فيعودون وهو فرد وحده، أبي خير مني، وأمي خير مني، وأخي خير مني، ولي ولهم ولكل مسلم برسول الله أسوة.
قال: فعزاها بهذا ونحوه، وقال لها: يا أخية إني أقسم عليك فأبري قسمي، لا تشقي علي جيبا، ولا تخمشي علي وجها، ولا تدعي علي بالويل والثبور إذا أنا هلكت.
وفي رواية (1) ثم قال عليه السلام: يا أختاه يا أم كلثوم، وأنت يا زينب، وأنت يا فاطمة، وأنت يا رباب، إذا أنا قتلت فلا تشققن علي جيبا، ولا تخمشن علي وجها، ولا تقلن هجرا.