الأستاذ بولس سلامة بسلاسة الألفاظ وعذوبتها ورقتها الوجدانية وجمال التراكيب والعبارات والجمل وبهاء صياغاتها، وبكفاءة التخيل وقدرة التأمل والتصور تم لبولس سلامة - كشاعر متميز - أن يدور حول الحوادث والشخصيات والأمكنة في ليلة العاشر من المحرم ليقتنص ظلالها الشفافة فيوثق التاريخ بريشة ساحرة ويرسم معادلا شعريا للأفكار يحاذي ثباتها بمتغيراته، ويوازي قطعيتها باحتمالاته، ويساوق أبديتها بلحظاته فيصطاد الرؤى الشعرية ويضع لها أجنحة تحلق في آفاق الإبداع ويحيط الانفعال ليحرقه وقودا للفكرة المقدسة الأبدية، سنبدأ مع بولس سلامة من بيت جميل يقول فيه: - فرأى في الكتاب سفر عزاء * ومشى قلبه على الصفحات كيف يستطيع قلب أن يمشي على صفحات كتاب؟ هذا ما سنسميه خرق المألوف وتجاوز السائد في اللغة والكلام اليوميين، وهذا يتم للشاعر بعد اختياره الواعي بين أنساق الكلام وألفاظ اللغة ثم التأليف المتبصر للكل من الأجزاء فيجد الشاعر مبرراته المقنعة للخروج على الألفة والعادات اللغوية كونه يتعامل مع البيان الإلهي ومع الإنسان الكامل - الإمام الحسين عليه السلام - فيقول مفسرا:
للبيان العلوي في، أنفس الأطهار * مسرى يفوق مسرى اللغات ومن هنا نرى أن القلب الذي يمشي على صفحات القرآن متابعا للمسرى والطريق الإلهي الذي يجعل القلوب تتمشى على مفرداته وألفاظه ونرى - أيضا - أن