أو:
وخذوا عترتي وهيموا بجنح الليل * فالليل درعكم للنجاة مقابل: (وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي - هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا) أو:
ليتنا يا حسين نسقط صرعى * ثم تحيا الجسوم في حيوات وسنفديك مرة بعد أخرى * ونضحي دماءنا مرات مقابل: (قال زهير بن القين: والله وددت إني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل كذا ألف مرة) وربما تكون بعض المقتضيات الفنية قد جعلته يبتكر في الحوارات ما لم يقل نصا بل ما يستشعر بأنه سيقال حتى أنه جاء بلغة معاصرة لا يمكن لأنصار الحسين أن يقولوا مثلها في زمنهم بل يقولونها بلغة عصرهم الذي عاشوا فيه:
فنكون الأقذار في صفحة التاريخ * والعار في حديث الروات أو سبابا على لسان عجوز * أو لسان القصاص في السهرات يتوارى أبنائنا في الزوايا * من اليم الهجاء واللعنات وهذا التمكن في استخدام أدوات الفنون الأخرى كالمسرح أضفى على القصيدة درامية في التعبير تضاف إلى الحصيلة العامة مما أسميناه بالخيوط التعبيرية والتوصيلية الناسجة لشبكات الاتصال بين النص والمتلقي حين تنكشف معطيات القصيدة كإنجاز نوعي على مستوى المبنى الحامل للمعنى بموقف جمالي متقدم.