* (مقياس صدق الدعوة) * وأما ما تمسك به في صفحة 35، من أن الناس قد اعتادوا أن يقيسوا صدق الدعوة بكثرة ما أبرزته هذه الدعوة من نماذج رائعة، وسوء النظر إلى الصحابة يضعف تأثير الدعوة وقيمة هذه التعاليم، ويضعف الايمان بمربيهم وقائدهم، فهذا كلام خطابي شعري، ليست له أية قيمة علمية، وإلا فيدعى ذلك بالنسبة إلى الله تعالى - العياذ بالله - ويستدل على ضعف هدايته وتعاليمه، بقلة من اهتدى بهداه، وعلى قوة إغواء إبليس، بكثرة الكفار وأهل المعاصي، ويستدل لقوة تعاليم بوذا بكثرة مؤيديه.
على أن دعوة الرسول - صلى الله عليه وآله - وتربيته، أثرت في جميع الصحابة حتى المنافقين منهم، فغير تفكيرهم ومسير حياتهم، فعرفوا للانسان حقوقا لم يكونوا يعرفونها، لولا هداية الله تعالى وتعليم رسوله، وقدمت في مجالات مختلفة رجالا وأبطالا، وإذا قسنا نجاح دعوة الاسلام بنجاح الدعوات الأخرى، رأينا الاسلام أكثر نجاحا من الجميع. فالاسلام، وإن لم ينجح بعد في جميع أهدافه ومطالبه وأغراضه، لكنه قدم للبشرية مثالا رائعا ونموذجا حيا من الرجال الكمل، أمثال