كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٥٧
جمعا أكثر منه، فسألنا عنهم فقيل اجتمعوا ليعرضوا ثم يسرحون إلى الحسين، فأنشدك إن قدرت أن لا تقدم عليهم شبرا إلا فعلت، وإن أردت أن تنزل بلدا يمنعك فسر حتى أنزلك مناع جبلنا الذي يدعى أجأ ".
فقال له الإمام الحسين: " جزاك الله وقومك خيرا، إنه قد كان بيننا وبين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه على الانصراف، ولا ندري علام تنصرف بنا وبهم الأمور في عاقبة (1). فودعه الطرماح لإرسال الميرة إلى أهله، وإعطائهم نفقة، ووعده بأن يعود بعد ذلك ليكون من أنصاره فقال الإمام: " فإن كنت فاعلا فعجل يرحمك الله ".
وقال ابن نما: إن الإمام الحسين قال للطرماح عندما اقترح عليه أن يذهب إلى جبل " أجأ ": إن بيني وبين القوم موعدا أكره أن أخلفهم، فإن يدفع الله عنا فقديما ما أنعم علينا، وإن يكن ما لا بد منه ففوز وشهادة إن شاء الله. قال الطرماح: ثم حملت الميرة ورجعت، فلقيني سماعة بن زيد النبهاني فأخبرني بقتله فرجعت " (2).
أقساس مالك، والرهيمة:
ثم سار الإمام إلى أقساس مالك (3) ومنها إلى الرهيمة (4) والحر وطليعة جيش الفرعون يسيرون إلى جانبه.
قصر مقاتل:
رأى الإمام الحسين فسطاطا مضروبا في قصر مقاتل (5) فسأل الحسين: لمن هذا الفسطاط؟ فقيل: لرجل يقال له عبيد الله بن الحر الجعفي، فأرسل الحسين له

(١) تاريخ الطبري ج ٣ ص ٣٠٨ والكامل لابن الأثير ج ١ ص ٥٥٤، والبداية والنهاية ج ٨ ص ١٨٨ وأعيان الشيعة ج ١ ص ٥٩٧، ووقعة الطف.
(٢) مثير الأحزان ص ٣٩.
(٣) أقساس مالك: قرية بالكوفة.
(٤) الرهيمة وهي ضيعة قرب الكوفة.
(٥) قصر مقاتل قرب القطفطانة وهو منسوب إلى مقاتل بن حسان، معجم البلدان ج ٤ ص ٣٦٤.
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327