أهل بيتي ولم ينصرهم على حقهم إلا أكبه الله على وجهه في النار، ثم سار الحسين من عنده ورجع إلى رحله " (1).
وفي قصر مقاتل التقى الإمام مع عمرو بن قيس المشرفي وابن عمه فقال لهما الإمام: " جئتما لنصرتي؟ فقال عمرو: إني رجل كبير السن، كثير الدين، كثير العيال، وفي يدي بضائع للناس، ولا أدري ما يكون، وأكره أن أضيع أمانتي، وقال له ابن عمه مثل ذلك. فقال الإمام لهما: فانطلقا فلا تسمعا لي واعية، ولا تريا لي سوادا، فإنه من سمع واعيتنا، أو رأى سوادنا، فلم يجبنا ولم يغثنا كان حقا على الله عز وجل أن يكبه على منخريه في النار " (2).
وروي عن علي بن الحسين قال: خرجنا مع الحسين، فما نزل منزلا، ولا ارتحل منه إلا ذكر يحيى بن زكريا وقتله، وقال يوما: " ومن هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل " (3).
وقال علي بن الحسين إن الإمام قد قال له: " يا ولدي والله لا يسكن دمي حتى يبعث الله المهدي، فيقتل على دمي من المنافقين الكفرة، والفسقة سبعين ألفا " (4) وهو العدد الذي قتل حتى سكن دم يحيى بن زكريا.
وتساير الحر بن يزيد مع ركب الحسين حتى وصلوا إلى نينوى (5) فإذا راكب على نجيب له مقبلا فوقفوا جميعا ينتظرونه، فلما انتهى إليهم سلم على الحر وأصحابه ولم يسلم على الحسين وأصحابه، ودفع إلى الحر كتابا من عبيد الله بن زياد فإذا فيه: " أما بعد: فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي هذا، ويقدم