كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٥٩
أهل بيتي ولم ينصرهم على حقهم إلا أكبه الله على وجهه في النار، ثم سار الحسين من عنده ورجع إلى رحله " (1).
وفي قصر مقاتل التقى الإمام مع عمرو بن قيس المشرفي وابن عمه فقال لهما الإمام: " جئتما لنصرتي؟ فقال عمرو: إني رجل كبير السن، كثير الدين، كثير العيال، وفي يدي بضائع للناس، ولا أدري ما يكون، وأكره أن أضيع أمانتي، وقال له ابن عمه مثل ذلك. فقال الإمام لهما: فانطلقا فلا تسمعا لي واعية، ولا تريا لي سوادا، فإنه من سمع واعيتنا، أو رأى سوادنا، فلم يجبنا ولم يغثنا كان حقا على الله عز وجل أن يكبه على منخريه في النار " (2).
وروي عن علي بن الحسين قال: خرجنا مع الحسين، فما نزل منزلا، ولا ارتحل منه إلا ذكر يحيى بن زكريا وقتله، وقال يوما: " ومن هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل " (3).
وقال علي بن الحسين إن الإمام قد قال له: " يا ولدي والله لا يسكن دمي حتى يبعث الله المهدي، فيقتل على دمي من المنافقين الكفرة، والفسقة سبعين ألفا " (4) وهو العدد الذي قتل حتى سكن دم يحيى بن زكريا.
وتساير الحر بن يزيد مع ركب الحسين حتى وصلوا إلى نينوى (5) فإذا راكب على نجيب له مقبلا فوقفوا جميعا ينتظرونه، فلما انتهى إليهم سلم على الحر وأصحابه ولم يسلم على الحسين وأصحابه، ودفع إلى الحر كتابا من عبيد الله بن زياد فإذا فيه: " أما بعد: فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي هذا، ويقدم

(١) الفتوح ج ٥ ص ٨٣، وكنز الدقائق ج ٦ ص ٦٩.
(٢) راجع تاريخ الطبري ج ٢ ص ٣٠٩ والإرشاد للمفيد ص ٢٢٦، والكامل في التاريخ لابن الأثير ج ٢ ص ٥٥٤، وبحار الأنوار ج ٤٤ ص ٣٧٩، والعوالم ج ١٧ ص ٢٢٩، ووقعة الطف ص ١٧٦.
(٣) الإرشاد ص ٢٥١، والمناقب لابن شهرآشوب ج ٤ ص ٨٥، وبحار الأنوار ج ٤٥ ص ٨٩، وكنز الدقائق ج ٦ ص ١٦٢ والموسوعة ص ٣٧٠.
(٤) المناقب لابن شهرآشوب ج ٤ ص ٨٥، وبحار الأنوار ج ٤٥ ص ٢٩٩ والعوالم ج ١٧ ص ٦٠٨.
(٥) نينوى: قرية يونس بن متى بالموصل ناحية بسواد الكوفة يقال لها: نينوى ومنها كربلاء، راجع معجم البلدان ج ٥ ص ٣٣٩ والموسوعة ص 372.
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 265 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327