كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٦١
الحر حتى نزل حذاء الحسين في ألف فارس، ثم كتب إلى ابن زياد بنزول الحسين في كربلاء (1).
وفي رواية " قال زهير: سر بنا إلى هذه القرية حتى ننزلها فإنها حصينة وهي على شاطئ الفرات... فقال الإمام: وما هي؟ قالوا: هي العقر، فقال: اللهم إني أعوذ بك من العقر " (2).
وتذكر الإمام الحسين، فقال: " ولقد مر أبي بهذا المكان عند مسيره إلى صفين وأنا معه فوقف فسأل عنه، فأخبر باسمه، فقال: ها هنا محط ركابهم، وها هنا مهراق دمائهم، فسئل عن ذلك، فقال: ثقل لآل محمد ينزلون ها هنا، وقبض قبضة منها فشمها، وقال: هذه والله هي الأرض التي أخبر بها جبريل رسول الله أنني أقتل فيها.
وقال الإمام لأصحابه: " أرض كرب وبلاء، ثم قال: قفوا ولا ترحلوا منها، فها هنا والله مناخ ركابنا، وها هنا والله سفك دمائنا، وها هنا والله هلك حريمنا وها هنا والله قتل رجالنا، وها هنا والله ذبح أطفالنا، وها هنا والله تزار قبورنا وبهذه التربة وعدني جدي رسول الله ولا خلف لقوله " (3).
كتاب ابن زياد إلى الإمام الحسين:
كتب ابن زياد إلى الإمام الحسين كتابا قد جاء فيه: " أما بعد يا حسين، فقد بلغني نزولك بكربلاء، وقد كتب إلي أمير المؤمنين يزيد أن لا أتوسد الوثير، ولا أشبع من الخمير، أو ألحقك باللطيف الخبير أو ترجع إلى حكمي وحكم يزيد بن معاوية والسلام ". فلما ورد الكتاب على الإمام الحسين وقرأه رماه من يده ثم قال: " لا يفلح قوم آثروا مرضاة أنفسهم على مرضاة الخالق ".
فقال الرسول: جواب الكتاب أبا عبد الله، فقال الإمام: " ما له عندي

(١) مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ ص ٢٣٤، وبحار الأنوار ج ٤٤ ص ٣٨٣ والعوالم ج ١٧ ص ٢٢٤.
(٢) الكامل لابن الأثير ج ٢ ص ٥٥٢ ووقعة الطف ص ١٧٩، والأخبار الطوال 252.
(3) الدمعة الساكبة ج 4 ص 256، وناسخ التواريخ ج 2 ص 168، وذريعة النجاة ص 67 وراجع ينابيع المودة ص 406، وإثبات الهداة ج 5 ص 202.
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 265 266 267 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327